الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين ، أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين ، واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك ، ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ، ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم ، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم ، ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان إلى قوله عز وجل إنك لا تخلف الميعاد ، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا إلى آخر السورة رب اغفر لي ولوالدي ، وارحمهما كما ربياني صغيرا ، واغفر للمؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات ، الأحياء منهم والأموات

رب اغفر وارحم ، وتجاوز عما تعلم ، وأنت الأعز الأكرم ، وأنت خير الراحمين وأنت خير ، الغافرين وإنا لله وإنا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله على محمد خاتم النبيين وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

التالي السابق


ثم شرع المصنف في أدعية القرآن فقال: ( ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين ) رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض ( أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين ، أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين ، واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك ، ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ، ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم ، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ، ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد ، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ) .

إلى هنا ذكر أدعية القرآن على ما أورده صاحب القوت، وتبعه الشهاب السهروردي في العوارف، وهي من أحسن ما يدعو به الداعي في حال توجهاته، وتقدم ذكر بعضها مما حكى الله تعالى على لسان أنبيائه الكرام -عليهم السلام- في فصل مستقل في آخر فضل الدعاء .

( رب اغفر لي ولوالدي، وارحمهما كما ربياني صغيرا، واغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات) قال العراقي: رواه أبو داود وابن ماجه بإسناد حسن من حديث أبي أسيد الساعدي، قال رجل من بني سلمة: "هل بقي علي من بر أبوي شيء؟ قال: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما" الحديث .

ولأبي الشيخ في الثواب والمستغفري في الدعوات من حديث أنس: "من استغفر للمؤمنين والمؤمنات رد الله عليه من كل مؤمن مضى من أول الدهر أو هو كائن إلى يوم القيامة" وسنده ضعيف .

وفي حديث ابن حبان من حديث أبي سعيد: "أيما رجل مسلم لم يكن عنده صدقة فليقل في دعائه: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، وصل على المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات؛ فإنها زكاة". اهـ .

قلت: وروى الطبراني في الكبير، عن عبادة بن الصامت مرفوعا: "من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة".

وروي أيضا عن أبي الدرداء مرفوعا: "من [ ص: 82 ] استغفر للمؤمنين والمؤمنات كل يوم سبعا وعشرين مرة أو خمسا وعشرين مرة كان من الذين يستجاب لهم، ويرزق به أهل الدين".

( رب اغفر وارحم، وتجاوز عما تعلم، وأنت الأعز الأكرم، وأنت خير الراحمين، وخير الغافرين) قال العراقي: رواه أحمد من حديث أم سلمة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "رب اغفر وارحم، واهدني السبيل الأقوم" وفيه علي بن زيد بن جدعان، مختلف فيه .

وللطبراني في الدعاء من حديث ابن مسعود أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يقول إذا سعى في بطن المسيل: "اللهم اغفر وارحم، وأنت الأعز الأكرم" وفيه ليث بن أبي سليم مختلف فيه، ورواه موقوفا عليه بسند صحيح. اهـ .

قلت: وروى أبو حفص الملا في سيرته، عن أم سلمة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في سعيه: "رب اغفر واهدني السبيل الأقوم" وروى أيضا عن امرأة من بني نوفل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول بين الصفا والمروة: "رب اغفر وارحم؛ إنك أنت الأعز الأكرم".

وأخرج سعيد بن منصور في السنن، عن مسروق بن الأجدع، عن ابن مسعود "أنه اعتمر، فلما خرج إلى الصفا" فذكر الحديث، وفيه: "فسعى وسعيت معه حتى جاوز الوادي، وهو يقول: رب اغفر وارحم؛ إنك أنت الأعز الأكرم".

وأخرج أيضا عن شقيق قال: كان عبد الله إذا سعى في بطن الوادي قال: "رب اغفر وارحم؛ إنك أنت الأعز الأكرم" وقد تقدم ذلك في كتاب الحج .

( وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل" ) هكذا ختم بهذه الجمل صاحب القوت الأدعية المتقدمة، بعد أن أدخل خلالها جملا من الصلاة والسلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلى سائر الأنبياء والملائكة، ثم قال: هذا جامع ما جاء من فضائلها، يقال من الدعاء عن الرسول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وعن الصحابة، وعن أئمة الهدى، وقدمنا ذكر فضائل ذلك، وما جاء فيه من روايات إيجازا، والله أعلم .




الخدمات العلمية