الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
بل لا ينتظر بالخبز الصلاة إن ، حضر وقتها إذا كان في الوقت متسع .

قال صلى الله عليه وسلم : إذا حضر العشاء والعشاء فابدءوا بالعشاء .

وكان ابن عمر رضي الله عنهما ربما سمع قراءة الإمام ولا يقوم من عشائه .

ومهما كانت النفس لا تتوق إلى الطعام ولم يكن في تأخير الطعام ضرر فالأولى تقديم الصلاة .

فأما إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة ، وكان في التأخير ما يبرد الطعام أو يشوش أمره ، فتقديمه أحب عند اتساع الوقت تاقت النفس أو لم تتق لعموم الخبر ولأن القلب لا يخلو عن الالتفات إلى الطعام الموضوع وإن لم يكن الجوع غالبا .

التالي السابق


واختلفوا في معنى إكرام الخبز فقيل: هو هذا الذي ذكره المصنف، وهو قول غالب القطان، وأورده عليه بعضهم بأنه غير جيد لما قالوا أن أكل الخبز مأدوما من أسباب حفظ الصحة، وعندي هذا غير وارد، فإن المقام مقام الزهد والتقلل، فالذي يسد الرمق شيء وما يتسيب منه حفظ الصحة شيء آخر، فتأمل، وبقية معاني هذا الحديث تأتي قريبا [ ص: 217 ] (بل لا ينتظر بالخبز الصلاة، وإن حضر وقتها إذا كان في الوقت متسع) يمكنه تحصيل كل منهما (قال -صلى الله عليه وسلم-: إذا حضر العشاء) بفتح العين اسم الطعام الذي يؤكل في العشية (والعشاء) بكسر العين هي العشاء الأخيرة، (فابدؤوا بالعشاء) بفتح العين، تقدم الحديث في الصلاة. رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر وعائشة ، والمعروف من روايته إذا وضع الطعام وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء، قال راويه: (وكان ابن عمر -رضي الله عنهما- ربما سمع) الإقامة و (قراءة الإمام وهو لا يقوم من عشائه) عملا بالحديث، نقله صاحب "القوت " (ومهما كانت النفس لا تتوق إلى الطعام ولم يكن في تأخير الطعام ضرر فالأولى تقديم الصلاة) على الطعام، (فأما إن حضر الطعام وأقيمت الصلاة، وكان في التأخير ما يبرد الطعام أو يشوش أمره، فتقديمه على الصلاة أحب) لكن (عند اتساع الوقت) ولا ينظر حينئذ إلى غيره (تاقت النفس أو لم تتق لعموم الخبر) الوارد فيه؛ (لأن القلب لا يخلو عن الالتفات إلى الطعام الموضوع) على السفرة (وإن لم يكن الجوع غالبا) فقطع هذا الالتفات أولى ليحضر في الصلاة بقلبه على أكمل حالات الباطن .




الخدمات العلمية