الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
" أنواع الاستعاذة المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم .

اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر اللهم إني أعوذ بك من طبع يهدي إلى طمع ومن طمع في غير مطمع ومن طمع حيث لا مطمع اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ودعاء لا يسمع ونفس لا تشبع وأعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع ومن الخيانة فإنها بئست البطانة ومن الكسل والبخل والجبن والهرم ومن أن أرد إلى أرذل العمر ومن فتنة الدجال وعذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات اللهم إنا نسألك قلوبا أواهة مخبتة منيبة في سبيلك اللهم إني أسألك عزائم مغفرتك وموجبات رحمتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار .

اللهم إني أعوذ بك من التردي وأعوذ بك من الغم والغرق والهدم وأعوذ بك من أن أموت في سبيلك مدبرا وأعوذ بك من أن أموت في طلب الدنيا اللهم إني أعوذ بك شر ما علمت ، ومن شر ما لم أعلم اللهم جنبني منكرات الأخلاق ؛ والأعمال والأدواء والأهواء اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء اللهم إني أعوذ بك من الكفر والدين والفقر وأعوذ بك من عذاب جهنم ، وأعوذ بك من فتنة الدجال

التالي السابق


( أنواع الاستعاذة المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)

منها ( اللهم إني أعوذ بك) استعاذ مما عصم منه؛ ليلتزم خوف الله وإعظامه والافتقار إليه، وليقتدى به، وليبين صفة الدعاء، والباء للإلصاق المعنوي والتخصيص، كأنه خص الرب تعالى بالاستعاذة، وقد جاء في الكتاب والسنة: أعوذ بالله، ولم يسمع: بالله أعوذ؛ لأن تقديم المعمول تفنن وانبساط، والاستعاذة حال خوف وقبض، بخلاف: الحمد لله ولله الحمد؛ لأنه حال شكر وتذكر إحسان ونعم ( من البخل) بضم فسكون اسم، وبالتحريك المصدر، وهو لغة: إمساك المقتنيات عما لا يحل حسبها عنه، وهو على قسمين: بخل بقنيات نفسه وبخل بقنيات غيره، وهو أكثرهما ذما، وشرعا: منع الواجب .

( وأعوذ بك من الجبن) بضم فسكون: هيئة حاصلة للقوة الغضبية، بها يحجم عن مباشرة ما ينبغي ( وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر) والأرذل من كل شيء الرديء منه، والمراد بأرزل العمر حال الهرم والخرف والعجز والضعف وذهاب العقل، قال الطيبي: المطلوب عند المحققين من العمر التفكر في آلاء الله ونعمائه من خلق الموجودات، فيقوموا بواجب الشكر بالقلب والجوارح، والخرف الفاقد لهما فهو كالشيء الرديء الذي لا ينتفع به، فينبغي أن يستعاذ منه .

( وأعوذ بك من فتنة الدنيا) من الابتلاء مع عدم الصبر، والرضا والوقوع في الآفات، والإصرار على الفساد، وترك متابعة طريقة الهدى ( وأعوذ بك من عذاب القبر) أي: عقوبته، ومصدره التعذيب، فهو مضاف للفاعل مجازا، أو هو من إضافة المظروف لظرفه، أي: ومن عذاب في القبر، أضيف للقبر؛ لأنه الغالب، وهو نوعان: دائم ومنقطع .

قال العراقي: رواه البخاري من حديث سعد بن أبي وقاص. اهـ .

قلت: قال البخاري في صحيحه: حدثني إسحاق بن إبراهيم أخبرنا الحسن، عن زائدة، عن عبد الملك، عن مصعب، عن أبيه قال: "تعوذوا بكلمات كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ بهن: اللهم إني أعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر،وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر".

( اللهم إني أعوذ بك من طمع) وهو بالتحريك: نزوع النفس إلى الشيء شهوة له ( يهدي إلى طبع) محركة، وهو الدنس، ولما كان أكثر الطمع من جهة الطبع قيل: الطمع طبع، والطمع يدنس الإهاب، وأكثر ما يستعمل الطمع فيما يقرب حصوله .

( و) أعوذ بك ( من طمع في غير مطمع و) أعوذ بك [ ص: 83 ] ( من طمع حيث لا مطمع) إنما قيل ذلك؛ لأن الطمع قد يستعمل بمعنى الأمل، ومنه قولهم: طمع في غير مطمع، إذا أمل ما يبعد حصوله؛ لأنه قد يقع كل واحد موقع الآخر؛ لتقارب المعنى، ذكره الراغب، وقال الحراني: الطمع تعلق البال بالشيء من غير تقدم سبب له، وقال العضد: الطمع ذل ينشأ من الحرص والبطالة والجهل لحكمة الباري تقدس.

قال العراقي: رواه أحمد والحاكم من حديث معاذ، وقال: مستقيم الإسناد .

( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع صاحبه) وهو ما لم يؤذن في تعليمه، أو ما لا يصحبه عمل، أو ما لا يهذب الأخلاق الباطنة، فيشرق منها إلى الأخلاق الظاهرة، ويفوز بها إلى الثواب الأجل، وأنشدوا في هذا:


يا من تقاعد عن مكارم خلقه ليس التفاخر بالعلوم الزاخره من لم يهذب علمه أخلاقه
لم ينتفع بعلومه في الآخره

( و) من ( قلب لا يخشع) أي: لا يسكن لطاعة الله، ولا يذل لهيبة جلال الله ( و) من ( دعاء لا يسمع) أي: لا يقبله الله، ولا يعتد به، فكأنه غير مسموع ( ونفس لا تشبع) لغلبة حرصها في جمع المال أشرا أو بطرا، ولا تشبع من كثرة الأكل الجالبة لكثرة الأبخرة، الموجبة للنوم وكثرة الوساوس والخطرات النفسانية المؤدية إلى مضار الدنيا والآخرة .

( ومن الجوع) الألم الذي ينال الحيوان من خلو المعدة ( فإنه بئس الضجيع) أي: المضاجع؛ لأنه يمنع استراحة البدن، ويحلل المواد المحمودة بلا بدل، ويشوش الدماغ، ويثير الأفكار الفاسدة والخيالات الباطلة، ويضعف البدن عن القيام بالطاعة، والمراد: الجوع الصادق، وعلامته أن يكتفى بالخبز بلا إدام .

( ومن الخيانة) هي مخالفة الحق بنقض العهد في السر ( فإنها بئست البطانة) أي: بئس الشيء الذي يستبطنه من أمره، ويجعله بطانة، وهي من بطانة الثوب، فاستعيرت لما يستبطن الرجل من أمره فيجعله بطانة حاله .

وقال الطيبي: خص الضجيع بالجوع لينبه على أن المراد الجوع الذي يلازمه ليلا ونهارا، ومن ثم حرم الوصال، ومثله يضعف الإنسان عن القيام بوظائف العبادات، والبطانة بالخيانة؛ لأنها ليست كالجوع الذي يتضرر به صاحبه فحسب بل هي سارية إلى الغير، فهي وإن كانت بطانة لحاله لكن يجري سريانها إلى الغير مجرى الظهارة .

( ومن الكسل) بالتحريك: التغافل عما لا ينبغي التشاغل عنه ( والبخل والجبن) تقدم ذكرهما ( ومن الهرم) محركة: وهو علو السن والكبر بضعف البدن ( ومن أن أرد إلى أرذل العمر) تقدم معناه ( ومن فتنة الدجال) أي: من محنته، وأصل الفتنة الامتحان والاختبار، استعيرت لكشف ما يكره، والدجال فعال بالتشديد من الدجل، التغطية، سمي به؛ لأنه يغطي الحق بباطله .

( وعذاب القبر) تقدم الكلام عليه قريبا ( ومن فتنة المحيا) ما يعرض للمرء مدة حياته من الافتتان بالدنيا وشهواتها والجهالات، أو هي الابتلاء مع زوال الصبر ( والممات) أي: ما يفتن به عند الموت، أضيفت له لقربها منه، والمراد: فتنة القبر، أي: سؤال الملكين، والمراد: من شر ذلك، والجمع بين فتنة الدجال وعذاب القبر وبين فتنة المحيا والممات من باب ذكر العام بعد الخاص .

( اللهم إنا نسألك قلوبا أواهة) أي: متضرعة، أو كثيرة الدعاء، أو كثيرة البكاء ( مخبتة) أي: خاشعة مطيعة متواضعة ( منيبة) راجعة إليك بالتوبة مقبلة عليك ( في سبيلك) أي: الطريق إليك ( اللهم إنا نسألك عزائم مغفرتك) حتى يستوي المذنب التائب والذي لم يذنب قط في منازل الرحمة ( وموجبات رحمتك) وفي رواية بدله: منجيات أمرك ( والسلامة من كل إثم) أي: معصية ( والغنيمة من كل بر) بالكسر، أي: خير وطاعة ( والفوز بالجنة) أي: بنعيمها ( والنجاة من النار) أي: من عذابها .

وسبق أن هذا مسوق للتشريع، وفيه دليل على ندب الاستعاذة من الفتن، ولو علم المرء أنه يتمسك فيها بالحق؛ لأنها قد تفضي إلى وقوع ما لا يرى بوقوعه، وفيه رد لما اشتهر على الألسنة: "لا تكرهوا الفتن فإن فيها حصاد المنافقين" قال الحافظ ابن حجر: وقد سئل عنها قديما ابن وهب فقال: إنه باطل. اهـ .

والحديث المذكور قال العراقي: رواه الحاكم من حديث ابن مسعود، وقال: صحيح الإسناد، وليس كما قال، إلا أنه ورد مفرقا في أحاديث جيدة الإسناد، ففي صحيح مسلم: التعوذ "من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع، ونفس لا تشبع، ودعوة لا يستجاب لها" من [ ص: 84 ] حديث زيد بن أرقم، وسيأتي. اهـ .

وفي صحيح البخاري: التعوذ "من الكسل والهرم، ومن عذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، وشر فتنة المسيح الدجال" من حديث عائشة.

وروى الترمذي والنسائي، عن ابن عمرو، وأبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم عن أبي هريرة، والنسائي عن أنس: "التعوذ من قلب لا يخشع، ودعاء لا يسمع، ونفس لا تشبع، وعلم لا ينفع" .

وروى أبو داود والنسائي وابن ماجه، عن أبي هريرة: "اللهم إني أعوذ بك من الجوع؛ فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة؛ فإنها بئست البطانة".

( اللهم إني أعوذ بك من التردي) أي: السقوط من عال، كالوقوع من شاهق جبل، أو في بئر، وهو تفعل من الردى وهو الهلاك ( وأعوذ بك من الغم) وأصله الستر، وإنما سمي الحزن غما؛ لأنه يغطي السرور ( والهدم) بفتح فسكون، وهو وقوع البناء وسقوطه، ويروى بالتحريك وهو اسم ما انهدم منه ( والغرق) بالتحريك: الموت غرقا في الماء ( وأعوذ بك من أن أموت في سبيلك مدبرا) عن الحق، أو موليا عن قتال الكفار؛ حيث حرم الفرار، وهذا تعليم للأمة ( وأعوذ بك من أن أموت طالب دنيا) قال العراقي: رواه أبو داود والنسائي والحاكم، وصحح إسناده من حديث أبي اليسر، واسمه كعب بن عمرو، وبزيادة فيه، دون قوله: "وأعوذ بك من أن أموت طالب دنيا" وتقدم عن البخاري الاستعاذة من فتنة الدنيا. اهـ .

قلت: ولفظهم سوى أبي داود: "اللهم إني أعوذ بك من التردي والهرم والغرق والحرق، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرا، وأعوذ بك أن أموت لديغا" وراويه: أبو اليسر، بباء تحتية وسين مهملة محركة، من مسلمة الفتح، وقتل يوم اليمامة .

ولفظ أبي داود: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو: اللهم إني أعوذ بك من الهدم، وأعوذ بك من التردي، وأعوذ بك من الغرق والحرق والهرم" والباقي سواء، وفي رواية للحاكم ولأبي داود: "والغم" كما في سياق المصنف .

( اللهم إني أعوذ بك من شر ما علمت، ومن شر ما لم أعلم) هكذا في نسخ الكتاب، وكذلك في القوت، وتبعه صاحب العوارف، وقال العراقي: هكذا هو في غير نسخة: "علمت وأعلم" وإنما هو: "عملت وأعمل" كذا رواه مسلم من حديث عائشة.

ولأبي بكر بن الضحاك في الشمائل في حديث مرسل في الاستعاذة، وفيه: "وشر ما أعلم وشر ما لم أعلم". اهـ .

وكذلك رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه، ولفظهم: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل" وما ذكره المصنف من تقديم اللام على الميم هو هكذا في رواية للنسائي: "من شر ما عملت ولم أعمل" كذا ذكره ابن الإمام في سلاح المؤمن، فلا حاجة إلى الاستدلال بخبر مرسل مع وجود هذه الرواية في إحدى الستة .

وروى أبو داود والطيالسي من حديث جابر بن سمرة: "اللهم إني أسألك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم أعلم" وهذا أيضا شاهد جيد لرواية النسائي، فنسبة الشيخ المناوي المصنف إلى المخالفة فيه نظر لا يخفى .

( اللهم جنبني منكرات الأخلاق؛ كحقد وبخل وحسد وجبن) ونحوها ( والأعمال) من نحو زنا وقتل وشرب خمر وسرقة ونحوها ( والأدواء) جمع داء، من نحو جذام وبرص وسل واستسقاء وذات جنب ونحوها ( والأهواء) جمع هوى، مقصور، هوى النفس، والإضافة إلى القرينتين الأوليين إضافة الصفة إلى الموصوف، قاله الطيبي. وعطف الأعمال على الأخلاق وعطف ما بعد الأعمال عليها من باب الترقي في الدعاء إلى ما يعم نفسه .

وهذه المنكرات منها ما لا ينفك عنه غير المعصوم في منقلبه، ومنها ما يعظم الخطب فيه حتى يصير منكرا يشار إليه بالأصابع، وذكر هذا مع عصمة الأنبياء تعليم للأمة .

قال العراقي: رواه الترمذي وحسنه، والحاكم وصححه، واللفظ من حديث قطبة بن مالك. اهـ .

قلت: وكذا رواه الطبراني في الكبير، وابن حبان في الصحيح، ولفظهم جميعا عن زياد بن علاقة، عن عمه قطبة بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء" ورواه الحاكم وزاد في آخره: "والأدواء" وقال: صحيح على شرط مسلم، وليس لقطبة في الكتب الستة سوى حديثين، أحدهما هذا .

( اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء) أي: شدة الابتلاء مع عدم الصبر، والجهد بالضم وبالفتح [ ص: 85 ] وهي الحالة التي يمتحن بها الإنسان، أو بحيث يتمنى الموت ويختاره عليها، أو قلة المال، أو كثرة العيال، أو غير ذلك، وقد تقدم لهذا بحث في كتاب الزكاة .

( ودرك الشقاء) بفتح الراء وسكونها، اسم من الإدراك لما يلحق الإنسان من تبعة، والشقاء هو الهلاك، ويطلق على السبب المؤدي إلى الهلاك، وقيل: هو واحد دركات جهنم، والمعنى: من موضع أهل الشقاوة وهي جهنم، أو من يحصل لنا فيه شقاوة، أو هو مصدر إما مضاف إلى المفعول أو إلى الفاعل، أي: من درك الشقاء إيانا، أو من دركنا الشقاء .

( وسوء القضاء) أي: المقضي؛ لأن قضاء الله كله حسن لا سوء فيه، وهذا عام في أمر الدارين ( وشماتة الأعداء) أي: فرحهم ببلية تنزل بعدوهم، وسرورهم مما حل بهم من الرزايا والبلايا، وهذه الخصلة الأخيرة تدخل في عموم كل واحدة من الثلاثة قبلها، وكل واحدة من الثلاثة مستقلة؛ فإن كل أمر يكون يلاحظ فيه جهة المبدأ وهو سوء القضاء، وجهة المعاد وهو درك الشقاء، وجهة المعاد وهو جهد البلاء وشماتة الأعداء، يقع بكل منهما .

قال العراقي: متفق عليه من حديث أبي هريرة.

قلت: وكذلك رواه النسائي، فالبخاري رواه في كتاب القدر وغيره، ومسلم في الدعوات، كلهم بلفظ: "تعوذوا بالله" بدل: "اللهم إني أعوذ بك" .

( اللهم إني أعوذ بك من الكفر) بسائر أنواعه جحدا أو عنادا ( والدين) حيث لا وفاء، سيما مع الطلب ( والفقر) هو فقر المال أو فقر النفس ( وأعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من فتنة الدجال) .

قال العراقي: رواه النسائي، والحاكم وقال: صحيح الإسناد، من حديث أبي سعيد الخدري، عن رسول الله -صلى الله عليه سلم- أنه كان يقول: "أعوذ بالله من الكفر والدين" وفي رواية للنسائي: "من الكفر والفقر" ولمسلم من حديث أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- "أنه كان يتعوذ من عذاب القبر، وعذاب جهنم، وفتنة الدجال" وللشيخين من حديث عائشة قال فيه: "ومن شر فتنة المسيح الدجال". اهـ .



قلت: والتعوذ من الفقر والفاقة والذلة جاء في حديث أبي هريرة عند أبي داود والنسائي وابن ماجه والحاكم، وعند الطبراني في السنة من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر: "اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم واسمك العظيم من الكفر والفقر" وعند الحاكم من حديث أبي بكرة في حديث: "اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت" وللجماعة من حديث عائشة: "وشر فتنة الفقر، وشر فتنة المسيح الدجال" وعند الحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه من حديثها: "وأعوذ بك من الفقر والكفر" وعند البخاري والترمذي والنسائي من حديث مصعب بن سعد، عن أبيه: "وأعوذ بك من فتنة الدنيا" يعني: فتنة الدجال "وأعوذ بك من عذاب القبر".

وحديث أبي سعيد الذي عند النسائي فيما أشار إليه العراقي لفظه: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "أعوذ بالله من الكفر والدين، فقال رجل: يا رسول الله! أيعدل الدين بالكفر؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: نعم" هذا لفظ النسائي. ورواه الحاكم وابن حبان في صحيحيهما، وقال الحاكم: صحيح الإسناد .




الخدمات العلمية