وقال أبو الجويرية لقد صحبت أبا حنيفة رضي الله عنه ستة أشهر ، فما فيها ليلة وضع جنبه على الأرض وكان أبو حنيفة يحيي نصف الليل ، فمر بقوم فقالوا : إن هذا يحيي الليل كله ، فقال : إني أستحي أن أوصف بما لا أفعل ، فكان بعد ذلك يحيى الليل كله ويروى أنه ما كان له فراش بالليل ويقال : إن مالك بن دينار رضي الله عنه بات يردد هذه الآية ليلة حتى أصبح أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات الآية وقال المغيرة بن حبيب : رمقت مالك بن دينار ، فتوضأ بعد العشاء ، ثم قام إلى مصلاه ، فقبض على لحيته ، فخنقته العبرة ، فجعل يقول : حرم شيبة مالك على النار ، إلهي ، قد علمت ساكن الجنة من ساكن النار ، فأي الرجلين مالك ؟ وأي الدارين دار مالك ؟ فلم يزل ذلك قوله حتى طلع الفجر وقال مالك بن دينار سهوت ليلة عن وردي ونمت ، فإذا أنا في المنام بجارية كأحسن ما يكون وفي يدها رقعة فقالت لي : أتحسن تقرأ ؟ فقلت : نعم . فدفعت إلي الرقعة ، فإذا فيها .
أألهتك اللذائذ والأماني عن البيض الأوانس في الجنان تعيش مخلدا لا موت فيها وتلهو في الجنان مع الحسان تنبه من منامك إن خيرا من النوم التهجد بالقران


