الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
السادس : أن يرضى بالموجود من الرزق والحاضر من الطعام ولا يجتهد في التنعم وطلب الزيادة وانتظار الأدم بل من كرامة الخبز أن لا ينتظر به الأدم وقد ورد الأمر بإكرام الخبز .

فكل ما يديم الرمق ويقوي على العبادة فهو خير كثير لا ينبغي أن يستحقر

التالي السابق


(السادس: أن يرضى بالموجود من الرزق والحاضر من الطعام) وأن يقنع بالمأكول من القسم، (ولا يجتهد في التنعم وطلب الزيادة) فوق ما حضر (و) يقطع نظره عن (انتظار الأدم) أي: ما يؤتدم به (بل من كرامة الخبز أن لا ينتظر به الأدم) وهو قول غالب القطان، فإن الخبز وحده نعمة مستقلة وفيه كفاية لرد حاجة المحتاج لا سيما إذا كان مسخنا. (وقد ورد الأمر بإكرام الخبز) وهو قوله -صلى الله عليه وسلم-: " أكرموا الخبز " أي: بسائر أنواعه، ومن إكرامه أن لا ينتظر به الأدم، (فكل ما يديم الرمق) أي: يمسك قوته ويحفظها (ويقوي على العبادة) أي: على الإتيان بها، (فهو خير كثير لا ينبغي أن يستحقر) ومن استحقاره أن لا يكتفي به وينتظر به الأدم، والحديث المذكور رواه البيهقي والحاكم من حديث عائشة من طريق غالب القطان عن كريمة بنت همام عنها قال الحاكم : صحيح. وأقره الذهبي، وفيه قصة. ورواه البغوي في معجمه، وابن قتيبة في غريبه عن ابن عباس، وسيأتي باقي الكلام على هذا الحديث قريبا في القسم الثاني .




الخدمات العلمية