الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأن لا يأكل من ذروة القصعة ولا من وسط الطعام بل يأكل من استدارة الرغيف إلا إذا قل: الخبز فيكسر الخبز

التالي السابق


(وأن لا يأكل من ذروة القصعة) أي: أعلاها تنزيها على الأصح، وإن قال البويطي في المختصر: ويحرم الأكل من رأس الثريد، والتعريس على الطريق، والقران في التمر، فقد ذكروا أن هذه الثلاثة مكروهة لا محرمة، وكذا قوله: (ولا من وسط الطعام) كل ذلك إن لم يعلم رضا من يأكل معه، وإلا فلا حرمة ولا كراهة; لما ورد أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يتتبع الدباء من حوالي القصعة لأنه علم أن أحدا لا يكره ذلك ولا يستقذره .

وروى ابن ماجه من حديث ابن عباس: " إذا وضع الطعام فخذوا من حافته وذروا وسطه، فإن البركة تنزل في وسطه ". ورواه البيهقي من حديثه بلفظ: " كلوا في القصعة من جوانبها ولا تأكلوا من وسطها، فإن البركة تنزل في وسطها ". وعن عبد الله بن بسر مرفوعا: " كلوا من حواليها وذروا ذروتها يبارك فيها ". رواه أبو داود وابن ماجه ، وعن واثلة بن الأسقع رفعه: " كلوا بسم الله من حواليها واعفوا عن رأسها، فإن البركة تأتيها من فوقها". رواه ابن ماجه .

(بل يأكل من استدارة الرغيف) كذا في "القوت " أي: فلا يأكل من وسط الرغيف من لبابه ويترك حواليه كما هو عادة المترفهين (إلا إذا قل الخبز) وكثر الآكلون، (فيكسر الخبز) قطعا فيستعان بتكسير الخبز على التفرقة .




الخدمات العلمية