الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
القسم الثالث :

ما يستحب بعد الطعام .

وهو أن يمسك قبل الشبع ويلعق أصابعه ثم يمسح بالمنديل ثم يغسلها

التالي السابق


(القسم الثالث: ما يستحب بعد الطعام) :

(وهو أن يمسك) عن الأكل (قبل) حصول (الشبع) بأن يرفع يده قبل الامتلاء بمقدار ثلث بطنه أو نصفه كذلك سنة السلف، وهو أصح للجسم. وقال حكيم من أهل الطب: إن الدواء الذي لا داء فيه أن لا تأكل الطعام حتى تشتهيه، وترفع يدك منه وأنت تشتهيه (ويلعق أصابعه) ، فقد روى جابر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " إذا أكل أحدكم طعاما فليمص أصابعه، فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة" وروى أحمد ومسلم والثلاثة من حديث أنس رفعه " كان إذا أكل لعق أصابعه الثلاث" ورواه الحاكم وزاد: " التي أكل بها"، وهذا أدب حسن وسنة جميلة لإشعاره بعدم الشره في الطعام، وبالاقتصار على ما يحتاجه، وذلك أن الثلاث يستقل بها الظريف الخبير، وهذا فيما يمكن فيه ذلك من الأطعمة وإلا فيستعين بما يحتاج من أصابعه .

(ثم يمسح بالمنديل) وهي خرقة الغمر (ثم يغسلها) أي: تلك الأصابع، ثم يمسح بالمنديل ما على الأصابع من البلل، فقد روى أبو يعلى من حديث ابن عمر رفعه: " من أكل من هذه اللحوم فليغسل يده من ريح وجده ; لا يؤذي من حذاه". وعن أبي هريرة رفعه: " من بات وفي يده غمر ولم يغسله فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه".




الخدمات العلمية