الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وليكثر الاستغفار والحزن على ما أكل من شبهة ليطفئ بدموعه وحزنه حر النار التي تعرض لها لقوله صلى الله عليه وسلم : كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به وليس من يأكل ويبكي كمن يأكل ويلهو

التالي السابق


(وليكثر الاستغفار والحزن على ما أكل من شبهة) ، فليس من يأكل وهو يبكي مثل من يأكل وهو يضحك (ليطفئ بدموعه وحزنه حر النار التي تعرض لها بقوله -صلى الله عليه وسلم-: كل لحم) ، وفي رواية: كل جسد (نبت من حرام) . وفي رواية: من سحت، (فالنار أولى به) ، هذا وعيد شديد يفيد أن أكل أموال الناس بالباطل من الكبائر، (وليس من يأكل ويبكي كمن يأكل ويلهو) كذا في القوت .

قال العراقي : والحديث رواه البيهقي في الشعب بلفظ: " لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به، اهـ .

قلت: وسيأتي هذا الحديث في كتاب الحلال والحرام. ووجد بخط الحافظ أنه رواه أبو نعيم في " الحلية " من حديث أبي بكر وعائشة وجابر بلفظ: " كل جسد نبت من سحت "، ونحوه من حديث ابن عباس في الصغير للطبراني. اهـ .

قلت: رواه البيهقي وأبو نعيم من حديث زيد بن أرقم عن أبي بكر -رضي الله عنهما- قال زيد: كان لأبي بكر مملوك.. يعلى عليه، فأتاه ليلة بطعام فتناول منه لقمة ثم قال: من أين جئت به ؟ قال: مررت بقوم في الجاهلية فرقيت لهم فأعطوني. قال: أف لك كدت أن تهلكني، فأدخل يده في حلقه فجعل يتقيأ، وجعلت لا تخرج، قيل له: لا تخرج إلا بالماء، فجعل يشرب ويتقيأ حتى رمى بها، فقيل له: كل هذا من أكل لقمة؟! قال: لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها ; سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول:.... " فذكره.

وفي الإسناد عبد الواحد بن واصل أورده الذهني في الضعفاء وقال: ضعفه الأزدي وعبد الواحد بن زيد. قال البخاري والنسائي : متروك، وروى ابن جرير من حديث ابن عمر : كل لحم أنبته السحت فالنار أولى به". قيل: وما السحت ؟ قال الرشوة في الحكم.




الخدمات العلمية