أما ولم يتربص به وقت أكله فلا بأس به . إذا كان جائعا فقصد بعض إخوانه ليطعمه
قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنهما منزل وعمر أبي الهيثم بن التيهان وأبي أيوب الأنصاري لأجل طعام يأكلونه وكانوا جياعا .
والدخول على مثل هذه الحالة إعانة لذلك المسلم على حيازة ثواب الإطعام وهي عادة السلف .
وكان عون بن عبد الله المسعودي له ثلاثمائة وستون صديقا يدور عليهم في السنة ولآخر ثلاثون يدور عليهم في الشهر ولآخر سبعة يدور عليهم في الجمعة .
فكان إخوانهم معلومهم بدلا عن كسبهم وكان قيام أولئك بهم على قصد التبرك عبادة لهم فإن دخل ولم يجد صاحب الدار وكان واثقا بصداقته عالما بفرحه إذا أكل من طعامه ، فله أن يأكل بغير إذنه ، إذ المراد من الإذن الرضا لا سيما في الأطعمة وأمرها على السعة .
فرب رجل يصرح بالإذن ويحلف وهو غير راض فأكل طعامه مكروه .
ورب غائب لم يأذن وأكل طعامه محبوب .
وقد قال تعالى : أو صديقكم ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم : دار بريرة وأكل طعامها وهي غائبة ، وكان الطعام من الصدقة فقال بلغت الصدقة محلها .
وذلك لعلمه بسرورها بذلك .
لذلك يجوز أن يدخل الدار بغير استئذان اكتفاء بعلمه بالإذن فإن لم يعلم فلا بد من الاستئذان أولا ثم الدخول .