وأما فترك التكلف أولا وتقديم ما حضر فإن لم يحضره شيء ولم يملك فلا يستقرض لأجل ذلك فيشوش على نفسه . آداب التقديم
وإن حضره ما هو محتاج إليه لقوته ولم تسمح نفسه بالتقديم فلا ينبغي أن يقدم .
دخل بعضهم على زاهد وهو يأكل فقال : لولا أني أخذته بدين لأطعمتك منه وقال بعض السلف في تفسير التكلف :
أن تطعم أخاك مالا تأكله أنت بل تقصد زيادة عليه في الجودة والقيمة .
وكان الفضيل يقول : إنما تقاطع الناس بالتكلف يدعو أحدهم أخاه فيتكلف له فيقطعه عن الرجوع إليه .
وقال بعضهم : ما أبالي بمن أتاني من إخواني ، فإني لا أتكلف له إنما أقرب ما عندي ولو تكلفت له لكرهت مجيئه ومللته وقال بعضهم : كنت أدخل على أخ لي فيتكلف لي فقلت له إنك لا تأكل وحدك هذا ولا أنا فما بالنا إذا اجتمعنا أكلناه فإما أن تقطع هذا التكلف أو أقطع المجيء فقطع .
التكلف ودام اجتماعنا بسببه ومن التكلف : أن يقدم جميع ما عنده فيجحف بعياله ويؤذي قلوبهم .
روي أن رجلا دعا رضي الله عنه فقال علي : أجيبك على ثلاث شرائط : لا تدخل من السوق شيئا ولا تدخر ما في البيت ولا تجحف بعيالك . عليا
وكان بعضهم يقدم من كل ما في البيت فلا يترك نوعا إلا ويحضر شيئا منه .
وقال بعضهم : دخلنا على فقدم إلينا خبزا وخلا وقال : لولا أنا نهينا عن التكلف لتكلفت لكم . جابر بن عبد الله