الرابع : أن لا يبادر إلى رفع الألوان قبل تمكنهم من الاستيفاء حتى يرفعوا الأيدي عنها فلعل منهم من يكون بقية ذلك اللون أشهى عنده مما استحضروه أو بقيت فيه حاجة إلى الأكل فيتنغض عليه بالمبادرة وهي من يقال إنها خير من لونين فيحتمل أن يكون المراد به قطع الاستعجال ويحتمل أن يكون أراد به سعة المكان . التمكن على المائدة التي
حكي عن وكان صوفيا مزاحا فحضر عند واحد من أبناء الدنيا على مائدة فقدم إليهم حمل وكان صاحب المائدة بخل فلما رأى القوم مزقوا الحمل كل ممزق ضاق صدره وقال : يا غلام ارفع إلى الصبيان فرفع الحمل إلى داخل الدار فقام الستوري يعدو خلف الحمل ، فقيل له : إلى أين ؟ فقال : آكل مع الصبيان ، فاستحيا الرجل وأمر برد الحمل . الستوري
ومن هذا الفن أن لا يرفع صاحب المائدة يده قبل القوم فإنهم يستحيون بل ينبغي أن يكون آخرهم أكلا .
كان بعض الكرام يخبر القوم بجميع الألوان ويتركهم يستوفون ، فإذا قاربوا الفراغ جثا على ركبتيه ومد يده إلى الطعام وأكل وقال .
بسم الله ساعدوني بارك الله فيكم وعليكم وكان السلف يستحسنون ذلك منه .