طيب النفس وإن جرى في حقه تقصير فذلك من حسن الخلق والتواضع قال صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ودعي بعض السلف برسول فلم يصادفه الرسول ، فلما سمع حضر وكانوا قد تفرقوا وفرغوا وخرجوا فخرج إليه صاحب المنزل وقال قد خرج القوم فقال : هل بقي بقية ؟ قال : لا . قال : فكسرة إن بقيت ؟ قال : لم تبق قال فالقدر : أمسحها ؟ قال : قد غسلتها . فانصرف يحمد الله تعالى ، فقيل له في ذلك فقال : قد أحسن الرجل دعانا بنية وردنا بنية ، فهذا هو معنى . التواضع وحسن الخلق
وحكي أن أستاذ أبي القاسم الجنيد دعاه صبي إلى دعوة أبيه أربع مرات فرده الأب في المرات الأربع وهو يرجع في كل مرة تطييبا لقلب الصبي بالحضور ، ولقلب الأب بالانصراف فهذه نفوس قد ذللت بالتواضع لله تعالى واطمأنت بالتوحيد وصارت تشاهد في كل رد وقبول عبرة ، فيما بينها وبين ربها ، فلا تنكسر بما يجري من العباد من الإذلال كما لا تستبشر بما يجري منهم من الإكرام بل يرون الكل من الواحد القهار .
ولذلك قال بعضهم أنا لا أجيب الدعوة إلا لأني أتذكر بها طعام الجنة أي : هو طعام طيب يحمل عنا كده ومؤنته وحسابه .