الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
الخامسة : أن تكون المرأة ولودا فإن عرفت بالعقر فليمتنع عن تزوجها .

قال صلى الله عليه وسلم : عليكم بالولود الودود .

فإن لم يكن لها زوج ، ولم يعرف حالها فيراعي صحتها وشبابها فإنها تكون ولودا في الغالب مع هذين الوصفين .

التالي السابق


(الخامسة: أن تكون المرأة ولودا) ، أي: كثيرة الولادة، (فإن عرفت بالعقر) وهو أن لا تلد (فليمتنع عن تزويجها) ، ولو كانت موصوفة بالجمال، والمال، أو حسيبة، (قال -صلى الله عليه وسلم-: عليكم بالولود الودود) . قال العراقي: رواه أبو داود، والنسائي من حديث معقل بن يسار: تزوجوا الولود الودود. وإسناده صحيح، اهـ. قلت: روياه في النكاح بلفظ: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أصبت امرأة ذات حسب، ومنصب، ومال، إلا أنها لا تلد، أفأتزوجها؟ فنهاه وقال: الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم. ورواه الطبراني من حديث أنس، ورجاله ثقات، والودود هي: المتحببة إلى زوجها بنحو تلطف في الخطاب، وكثرة الخدمة، وأدب، وبشاشة، وإنما قيد في الحديث بقيدين; لأن الولود إذا لم تكن ودودا لا يرغب الرجل فيها، والودود غير الولود لا تحصل المقصود، (وإن لم يكن لها زوج، ولم تعرف) هي، (فيراعى صحتها وشبابها) ، أي: سلامة جسدها من الأسقام الظاهرة، والباطنة، فإنها في الغالب موانع الحبل، والمراد بالشباب إقبالها في العمر، من بعد البلوغ إلى الأربعين، فما بين ذلك شبوبية، وإلى ذلك أشار بقوله: (فإنها تكون ولودا في الغالب مع هذين الوصفين) ، وقال المناوي: والحق أنه ليس المراد بالولود كثرة الأولاد، بل هي في مظنة الولادة، وهي الشابة دون العجوز التي انقطع نسلها، فالصفتان من واد واحد .




الخدمات العلمية