الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
الثاني : أنه يجب على التاجر تعلم النقد لا ليستقصي لنفسه ولكن لئلا يسلم إلى مسلم زيفا ، وهو لا يدري فيكون آثما بتقصيره في تعلم ذلك العلم .

فكل علم عمل به يتم نصح المسلمين .

فيجب تحصيله ولمثل هذا كان السلف يتعلمون علامات النقد نظرا لدينهم لا لدنياهم .

التالي السابق


(الثاني: أنه يجب على التاجر) الذي لا يستغني عن معاملة الناس في الأخذ والعطاء (تعلم النقد) وهو الاعتبار فيه، ليتميز الرديء من الجيد; (ليستضيء) بنور علمه (لنفسه) فلا يأخذ زيفا; (ولئلا يسلم إلى مسلم) في بيع (زيفا، وهو) أي: المعطي (لا يدري) ما أعطاه (فيكون آثما) بسبب ذلك; (لتقصيره في تعلم ذلك العلم) فإذا كان على بصيرة الانتقاد، يسلم في ذلك (فلكل عمل) من الأعمال الظاهرة، أو الباطنة (علم) خاص يخص به، وبه (يتم نصح المسلمين، فيجب تحصيله) وقد سمعت من ثقات الصيارفة: أن علم النقد له ركنان لا يتم إلا بهما: النظر، والوزن، فمن جمع بينهما فقد كمل نقده، وقد روي عن عمر، رضي الله عنه، أنه قال: من زافت عليه دراهمه فليضعها في كفه وليناد في السوق: من يبيعنا سخف ثوب بدرهم زائف (ولمثل هذا كان السلف يتعلمون علامات النقد) نظرا، ووزنا، نظرا لدينهم، أي: للمحافظة عليه (لا لديناهم) أي: لا لأجل تحصيلها، والطمع في جمعها، وإنما الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى، ولفظ [ ص: 482 ] القوت: فإنما كان المسلمون يتعلمون جودة النقد; لأجل إخوانهم المسلمين; لئلا يفتنوهم بالرديء، وإلا فإن تعلم النقد بلاء، وإثم على صاحبه .




الخدمات العلمية