الرابع : في توفية الدين .
وذلك بأن يمشي إلى صاحب الحق ولا يكلفه أن يمشي إليه يتقاضاه ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ومن الإحسان فيه حسن القضاء خيركم أحسنكم قضاء .
ومهما قدر على قضاء الدين فليبادر إليه ولو قبل وقته وليسلم ، أجود مما شرط عليه ، وأحسن وإن عجز فلينو قضاءه مهما قدر .
قال صلى الله عليه وسلم : من ادان دينا وهو ينوي قضاءه وكل الله به ملائكة يحفظونه ويدعون له حتى يقضيه .
وكان جماعة من السلف يستقرضون من غير حاجة ; لهذا الخبر ومهما كلمه صاحب الحق بكلام خشن فليحتمله وليقابله باللطف اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ جاءه صاحب الدين عند حلول الأجل ، ولم يكن قد اتفق قضاؤه فجعل الرجل يشدد الكلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم به أصحابه فقال : دعوه فإن لصاحب الحق مقالا .
ومهما دار الكلام بين المستقرض والمقرض ، فالإحسان أن يكون الميل الأكثر للمتوسطين إلى من عليه الدين ، فإن المقرض يقرض عن غنى ، والمستقرض يستقرض عن حاجة وكذلك ينبغي أن تكون الإعانة للمشتري أكثر ، فإن البائع راغب عن السلعة يبغي ترويجها ، والمشتري محتاج إليها هذا هو الأحسن إلا أن يتعدى من عليه الدين حده فعند ذلك نصرته في منعه عن تعد به وإعانة ، صاحبه؛ إذ قال صلى الله عليه وسلم : انصر أخاك ظالما أو مظلوما فقيل كيف ننصره ظالما فقال منعك إياه من الظلم نصرة له .