وأما فظاهرة مما ذكرناه ؛ فإن العلم إذا كان أفضل الأمور كان تعلمه طلبا للأفضل فكان ، تعليمه إفادة للأفضل وبيانه أن مقاصد الخلق مجموعة في الدين والدنيا ولا نظام للدين إلا بنظام الدنيا فإن الدنيا مزرعة الآخرة وهي الآلة الموصلة إلى الله عز وجل لمن اتخذها آلة ومنزلا لمن يتخذها مستقرا ووطنا وليس ينتظم أمر الدنيا إلا بأعمال الآدميين . فضيلة التعليم والتعلم
وأعمالهم وحرفهم وصناعاتهم تنحصر في ثلاثة أقسام :
أحدها : أصول ، لا قوام للعالم دونها وهي أربعة الزراعة وهي للمطعم .
والحياكة وهي للملبس .
والبناء وهو للمسكن .