وأما الكلام في الدين فنوعان: أحدهما أمر، والثاني خبر. والكلام في أصول الدين هو من النوع الثاني.
ولا ريب أن الله تعالى أخبر بإثبات أمور ونفي أمور، وأصدق الكلام كلام الله، فما ناقض ذلك كان كذبا وقولا على الله غير الحق.
كما قال تعالى: يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق [سورة النساء: 171] .
وقال تعالى: ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق [سورة الأعراف: 169] .
وقال تعالى: إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين [سورة الأعراف: 152] . [ ص: 178 ]
وقال تعالى: سبحان ربك رب العزة عما يصفون [سورة الصافات: 180] ، وأمثال ذلك.
ودلائل مسائله على كذب وفرية، كأقوال وعامة الكلام الذي ذمه السلف تشتمل مسائله على كذب وفرية، الجهمية النفاة لما أثبته الله تعالى له من الأسماء والصفات، وكلام القدرية النافية لما أثبته الله من قدرته ومشيئته.