ولما كان الإثبات هو المعروف عند أهل السنة والحديث [ ص: 9 ] كالبخاري
وأبي زرعة وأبي حاتم وغيرهم من العلماء الذين أدركهم ومحمد بن يحيى الذهلي ؛ كان المستقر عنده ما تلقاه عن أئمته: من أن الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة الله تعالى لم يزل متكلما إذا شاء، وأنه يتكلم بالكلام الواحد مرة بعد مرة.
وكان له أصحاب وغيره تلقوا طريقة كأبي علي الثقفي فقام بعض المعتزلة وألقى إلى ابن كلاب، سر قول هؤلاء، وهو ابن خزيمة فوقع بين أن الله لا يوصف بأنه يقدر على الكلام إذا شاء، ولا يتعلق ذلك بمشيئته، وغيره وبينهم في ذلك نزاع، حتى أظهروا موافقتهم له فيما لا نزاع فيه، وأمر ولاة الأمر بتأديبهم لمخالفتهم له، وصار الناس حزبين، فالجمهور من أهل السنة وأهل الحديث معه، ومن وافق طريقة ابن خزيمة معه، حتى صار بعده علماء ابن كلاب نيسابور وغيرهم حزبين، فالحاكم أبو عبد الله وأبو عبد الرحمن [ ص: 10 ] السلمي وأبو عثمان النيسابوري وغيرهم معه وكذلك يحيى بن عمار السجستاني وأبو عبد الله بن منده وأبو نصر السجزي وشيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري وأبو القاسم سعد بن علي الزنجاني وغيرهم معه، وأما أبو ذر الهروي وطائفة أخرى فهم مع وأبو بكر البيهقي ابن كلاب.