قال: "وأما المعتزلة فجلهم تمسكوا بأن المفهوم من قيام الصفة بالموصوف حصولها في الحيز تبعا لحصول ذلك الموصوف فيه، والباري تعالى ليس في الجهة، فامتنع قيام الصفة به".
قال: "وقد عرفت ضعف هذه الطريقة".
قال: "ومشايخهم استدلوا بأن الجوهر إنما يصح قيام المعاني الحادثة به لكونه متحيزا، بدليل أن العرض لما لم يكن متحيزا لم يصح قيام هذه المعاني به".
قال: "وإنه باطل، لاحتمال أن يقال: إن الجوهر إنما صح قيام الحوادث به لا لكونه متحيزا، بل لأمر آخر مشترك بينه وبين الباري تعالى، وغير مشترك بينه وبين العرض.
سلمنا ذلك، إلا أنه من المحتمل أن يكون الجوهر يقبل الحوادث لكونه متحيزا، والله تعالى يقبلها لوصف آخر، لصحة تعليل الأحكام المتساوية بالعلل المختلفة".
قال: "واستدلوا أيضا بأنه لو صح قيام حادث به لصح قيام كل حادث به".
قال: "وهذه دعوى لا يمكن إقامة البرهان عليها". [ ص: 177 ]
قال: "فهذه عيون ما تمسكت به الناس في هذه المسألة".