الوجه الخامس: احتجاجه بقوله: أضعف من احتجاجه بإجماعهم على تنزيه عن صفة النقص، فإن كونه منزها عن صفات النقص مشهور في كلام الناس، وأما كون صفاته لا تكون إلا صفات كمال، فليس هذا اللفظ مشهورا معروفا عن الأئمة، ومن أطلق ذلك منهم فإنما يطلقه على سبيل الإجمال، لما استقر بالقلوب من أن الله موصوف بالكمال دون النقص. "إن الأمة مجمعة على أن [ ص: 339 ] صفاته لا تكون إلا صفة كمال"
وهذه الإطلاقات لا تدل على دق المسائل، ولو قيل لمطلق هذا: "كونه يفعل أفعالا بنفسه يقدر عليها ويشاؤها هو صفة نقص أو كمال" ؟ لكان إلى أن يدخل ذلك في صفات الكمال أو يقف عن الجواب أقرب منه إلى أن يجعل ذلك من صفات النقص.