وقد في تاريخه نسخة الكتاب الذي أرسل في المحنة المشهورة، ابن جرير لما كان ذكر قد ذهب إلى ناحية المأمون طرسوس، وأرسل كتابا إلى الناس ببغداد، وأمر نائبه إسحاق بن إبراهيم أن يقرأه على الناس، ويدعوهم إلى موافقته، فامتنع العلماء عن الإجابة، حتى أرسل كتابا يهدد به الناس، وأمر بقتل القاضيين إذا لم يجيبا: قاضي الشرقية والغربية، وهما: بشر بن الوليد، وعبد الرحمن بن إسحاق، فأجاب الناس كرها، واعترفوا بذلك، وامتنع عن الإجابة سبعة فقيدوهم فأجاب منهم خمسة، وبقي أحمد بن حنبل فأرسلوهما مقيدين، فمات ومحمد بن نوح النيسابوري، في الطريق، فبقي محمد بن نوح ومات أحمد بن حنبل، قبل أن يصير إليه المأمون [ ص: 183 ] والمقصود أنه ذكر في كتابه: "لا يشبه الأشياء بوجه من الوجوه" فوافقه من لم يعرف حقيقة هذه الكلمة، وذكر عن أحمد أنه قال: لا يشبه الأشياء، وليس كمثله شيء، ونحو ذلك، أو كما قال. أحمد