وما يعقل جسم مجرد عن جميع هذه الصفات عرضت له بعد [ ص: 195 ] ذلك، فإذا كانت الأجسام تختلف بالأعراض وهي لازمة لها، كان من لوازمها أن تكون مختلفة.
وتمام هذا أن الأشياء تتماثل وتختلف بذواتها، لا نحتاج أن نقول: تتماثل في ذواتها، والذات تختلف بصفاتها.
ولهذا كان الصواب أن لا نقول: إنه مساو لهم بذاته، وإنما خالفهم بصفاته. الرب سبحانه غير مماثل لخلقه، بل هو مخالف لهم بذاته،