ونحوه قوله: إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها [يونس: 7]. وقوله: وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي [يونس: 15]. وقوله تعالى: من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت [العنكبوت: 5]. [ ص: 57 ]
وأما ما قاله من أن الرجاء يكون بمعنى الخوف كما في قول الشاعر:
إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وخالفها في بيت نوب عواسل
[ ص: 58 ] أي: لم يخف ولم يبال، فأكثر اللغويين والمفسرين على خلاف هذا، قالوا: ولم نجد معنى الخوف يكون رجاء إلا ومعه جحد، فإذا كان كذلك: كان الخوف على جهة الرجاء والخوف، وكان الرجاء كذلك، كقوله عز وجل: لا يرجون أيام الله [الجاثية: 14]. هذه للذين لا يخافون أيام الله. [ ص: 59 ] وكذلك قوله تعالى: لا ترجون لله وقارا [نوح: 13]. قالوا: ولا تقول رجوتك في معنى خفتك، إذ لا جحد، فلا يمكن حمل الرجاء فيما ذكر، فهذا لا يصح في هذا الموضع.