الوجه التاسع: أن ولهذا لا يقال: إن الإنسان محجوب عن رؤية ما يعجز عنه مع صحة حاسته، وزوال المانع، وكالأشياء البعيدة، ولكن يقال في الأعمى: هو محجوب البصر، لأن في عينه ما يحجب النور أن يظهر في العين. تسمية مجرد عدم الرؤية مع صحة الحاسة وزوال المانع حجابا، أمر لا يعرف في اللغة لا حقيقة ولا مجازا،
ولكن هؤلاء قوم وافقوا المؤمنين على أن رؤية الله عز وجل جائزة، ووافقوا الكفار أعداء الرسل من المشركين والصابئين على ما يوجب أن الله عز وجل لا يرى، كما وافقهم الجهمية: كالمعتزلة ونحوهم، ثم فصاروا منافقين مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، بل صاروا جاحدين لصريح المعقول باتفاق الطوائف، جاحدين لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم والإيمان. [ ص: 124 ] أثبتوا رؤية يعلم بضرورة العقل بطلانها، وجحدوا حقيقة ما جاء به السمع،