الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الوجه الثاني عشر: أن الحجاب مانع من الرؤية بلا نزاع، ومعلوم أن المانع من الشيء لا يكون عين عدمه، فإن مجرد عدم الشيء ليس مانعا من وجوده، إذ المانع لا يعقل مانعا إلا عند وجود المقتضي لوجود الشيء، والعدم ليس بشيء أصلا حتى يكون مانعا، ولو كان عدم الشيء مانعا من وجوده لما وجد شيء من المحدثات، لأن عدمها سابق على وجودها.

فعلم أنه لا بد أن يكون الحجاب المانع من الرؤية شيئا غير عدم خلق الرؤية، فإن كان ذلك محالا لم يكن للرؤية مانع أصلا، فكان يجب رؤية الله عز وجل عند صحة البصر وسلامته، لأن المقتضي موجود، والمانع مفقود، كما في رؤية سائر الأشياء.

التالي السابق


الخدمات العلمية