الوجه الخامس عشر: أن وإذا كان الحجاب هو الجسم المتوسط بين جسمين، فلازم الحق حق، لا يمكن أن يدفع ما علم بالاضطرار من دين المرسلين بمثل نفي هذا الكلام الذي قد تبين أن نفيه من فاسد الكلام، وأن الحجة لمثبتيه أقوى منها لنافيه في الفطرة والشرعة والنظر والخصام. [ ص: 129 ] من تأمل نصوص الكتاب، وما ورد في ذلك من الآثار عن الصحابة والتابعين، علم بالضرورة علما يقينا لا يستريب فيه، أن لله عز وجل حجابا وحجبا منفصلة عن العبد، يكشفها إذا شاء فيتجلى، وإذا شاء لم يكشفها،