الوجه التاسع: أن الرحمة والعطف والأمان إن كانت صفات لله تعالى، كان القرب إليها قربا إلى الموصوف كما تقدم، وإن كانت أعيانا قائمة بنفسها مخلوقة لله تعالى، فمن nindex.php?page=treesubj&link=28713_28732المعلوم أنه حين الحساب في عرصات القيامة لا يكون هناك أجسام مخلوقة يرحم بها العباد، فإن ذلك إنما يكون في الجنة، وإذا لم يكن في عرصة الحساب أجسام مخلوقة من الرحمة أعدها الله [ ص: 201 ] عز وجل لعباده، ولكن هو يحكم بالعفو والمغفرة، ثم ينقلبون إلى دار الرحمة، امتنع أن يكون أحد حال المحاسبة مقربا إلى أجسام هي رحمة قبل أن يؤذن لهم في دخول الجنة.

الْوَجْهُ التَّاسِعُ: أَنَّ الرَّحْمَةَ وَالْعَطْفَ وَالْأَمَانَ إِنْ كَانَتْ صِفَاتٍ لِلَّهِ تَعَالَى، كَانَ الْقُرْبُ إِلَيْهَا قُرْبًا إِلَى الْمَوْصُوفِ كَمَا تَقَدَّمَ، وَإِنْ كَانَتْ أَعْيَانًا قَائِمَةً بِنَفْسِهَا مَخْلُوقَةً لِلَّهِ تَعَالَى، فَمِنَ nindex.php?page=treesubj&link=28713_28732الْمَعْلُومِ أَنَّهُ حِينَ الْحِسَابِ فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ لَا يَكُونُ هُنَاكَ أَجْسَامٌ مَخْلُوقَةٌ يَرْحَمُ بِهَا الْعِبَادَ، فَإِنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا يَكُونُ فِي الْجَنَّةِ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ فِي عَرْصَةِ الْحِسَابِ أَجْسَامٌ مَخْلُوقَةٌ مِنَ الرَّحْمَةِ أَعَدَّهَا اللَّهُ [ ص: 201 ] عَزَّ وَجَلَّ لِعِبَادِهِ، وَلَكِنْ هُوَ يَحْكُمُ بِالْعَفْوِ وَالْمَغْفِرَةِ، ثُمَّ يَنْقَلِبُونَ إِلَى دَارِ الرَّحْمَةِ، امْتَنَعَ أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ حَالَ الْمُحَاسِبَةِ مُقَرَّبًا إِلَى أَجْسَامٍ هِيَ رَحْمَةٌ قَبْلَ أَنْ يُؤْذَنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ.