الوجه الرابع عشر: إذ لا يقولون: جاء زيد، يعنون ابنه أو غلامه أو رسوله، إلا بقرينة. أن هذا الذي ذكره لا ريب أنه من [ ص: 203 ] باب حذف المضاف وإقامة المضاف إليه، حيث قال: قوله: «فيدنيه منه» أي: من رحمته وأمانه وتعطفه، ومن المعلوم بالاضطرار من لغة العرب أن هذا لا يجوز عندهم إلا إذا كان قد اقترن بالكلام ما يبين المضاف
ومن المعلوم أن الحديث نص في أن الله تعالى هو الذي يدنيه من نفسه، فضلا عن أن يقال: إن هناك قرينة تبين أنه إنما أدناه من بعض الأمور المضافة إلى الله تعالى، ولهذا لا يسمع أحد هذا الكلام فيفهم أن الله تعالى يدنيه من شيء آخر، ولا يخطر هذا ببال المستمع، فكيف يجوز أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أراد هذا.