فهذا يدل على أن من الناس من يعلم هذا العلم ليس مما استأثر الله به، ولكن بعض الناس ينكره، فإن كان تأويل المتشابه من هذا كما ادعوه فقد ثبت أن العلماء بالله يعلمون تأويل المتشابه، وبطل قولهم، وإن لم يكن منه بطلت حجتهم، فعلى التقديرين بطل استدلالهم بهذا الحديث.
ولا ريب أن كما قال من العلم ما لا تقبله عقول كثيرة، "ما من رجل يحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم". ابن مسعود:
وقال رضي الله عنه: "حدثوا الناس بما يعرفون، ودعوا ما ينكرون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله". [ ص: 330 ] علي
وقد ذكره في صحيحه وترجمه (باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية ألا يفهموا) وذكر حديث البخاري لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم: معاذ بن جبل معاذ عند موته تأثما. «ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلا حرمه الله على النار». قال: يا رسول الله، ألا أخبر الناس؟ قال: «إذا يتكلوا». فأخبر بها