وأما فليس هو تسمية سنة عنه عليه السلام، وإنما هو قول بعض السلف، كما في الصحيح عن تسمية الظهر الأولى أنه قال: [ ص: 309 ] أبي برزة
فجعل دعاءها بهذا الاسم من قول المخاطبين، لا من قول الشارع، كما قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي الهجير التي تدعونها الأولى". مع أن "وكان يصلي العشاء التي تدعونها العتمة"، وإن ورد النهي عن ذلك لئلا يغلب عليه، فقد ورد فيه أحاديث صحيحة لم يرد مثلها في تسمية الظهر بالأولى. تسمية هذه الصلاة بالعتمة
وأما فعل جبريل فعنه جوابان:
أحدهما: أن ذلك كان ليلة المعراج حين فرضت الصلوات الخمس، ولم يكن المسلمون قد علموا بهذا الفرض حتى طلع النهار، فلما طلع أقام لهم الصلوات، فكان ابتدأ حينئذ بالظهر.
والثاني: أن ذلك كان متقدما قبل تكميل عدد الصلوات وأوصافها، وكانت الصلاة ركعتين ركعتين، ثم إن الله بعد ذلك أكمل عدد الصلوات، وإنما أخذ بالآخر من أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد قال: رواه "المغرب وتر النهار، فأوتروا صلاة الليل"، . ولو كانت الظهر أول الصلوات لم تكن الفجر داخلة لا في وتر الليل ولا في وتر النهار. أحمد