ومن الحوادث أن الله تعالى أمر بكلمات فأتمهن
وقد اختلفوا في الكلمات على ستة أقوال:
أحدها: أنه ابتلاه بالإسلام فأتمه . رواه عكرمة عن ابن عباس .
والثاني: ابتلاه بالطهارة ، خمس في الرأس ، وخمس في الجسد ، في الرأس: [ ص: 276 ] وفرق الرأس . وفي الجسد: قص الشارب ، والمضمضة ، والاستنشاق ، والسواك ، وغسل أثر الغائط والبول بالماء . تقليم الأظفار ، وحلق العانة ، والختان ، ونتف الإبط ،
رواه طاوس عن ابن عباس .
والثالث: أنها ست في الإنسان: حلق العانة ، والختان ، ونتف الإبط ، وتقليم الأظفار ، وقص الشارب ، وأربع في المشاعر: الطواف ، والسعي بين الصفا والمروة ، ورمي الجمار ، والإفاضة . رواه والغسل يوم الجمعة . حنش عن ابن عباس .
والرابع: أنها مناسك الحج خاصة . رواه عن قتادة ابن عباس .
والخامس: أنها قوله تعالى: إني جاعلك للناس إماما [2: 124] وآيات النسك .
قاله أبو صالح .
والسادس: أنه ابتلاه بالكواكب والقمر وبالشمس وبالنار وبالهجرة وبالختان .
أخبرنا أبو الحصين ، أخبرنا أخبرنا ابن المذهب ، أحمد بن جعفر ، حدثنا قال: حدثني أبي ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، علي بن حفص ، أخبرنا ورقاء ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبي هريرة ، إبراهيم خليل الرحمن عز وجل بعدما أتت له ثمانون سنة ، واختتن بالقدوم" . "اختتن أخرجاه في الصحيحين ، وليس في حديثهما ذكر سنه يومئذ . والقدوم: موضع .
وقد أخبرنا علي بن عبد الواحد الدينوري ، أخبرنا أخبرنا علي بن عمر القزويني ، علي بن عمر بن سهل الجريري ، حدثنا أحمد بن عمير بن حوصا ، حدثنا محمد بن [ ص: 277 ] الوزير الدمشقي ، حدثنا أخبرنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، يحيى بن سعيد بن المسيب ، عن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبي هريرة ، "اختتن إبراهيم وهو ابن عشرين ومائة سنة ، ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة" .
وروى الضحاك ، عن قال: ابن عباس ، إبراهيم أول من أضاف الضيف ، وأول من ثرد الثريد ، وأول من لبس النعلين ، وأول من قاتل بالسيف والسن ، وأول من قسم الفيء ، وأول من اختتن في موضع يقال له القدوم ، وهو ختن نفسه .
[وروى] من حديث أبو الحسين بن المنادي أنه قال: كان ابن عباس ، إبراهيم بزازا يبيع الثياب ، فدعا ربه أن يستره إذا قام يصلي ، فأهبط الله إليه جبريل فقطع له السراويل وخاطته سارة ، فهو أول سراويل لبس في الأرض .