الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر الجبال

قال ابن عباس : كانت الأرض تميد حتى ألقيت فيها الجبال ، وكان أبو قبيس أول جبل وضع في الأرض ، وإن الجبال لتفخر على الأرض .

أخبرنا ابن الحصين : أخبرنا ابن المذهب ، أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال: حدثني أبي ، أخبرنا يزيد بن هارون ، أخبرنا العوام بن حوشب ، عن سليمان بن أبي سليمان ، عن أنس بن مالك ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، قال: " لما خلق الله الأرض جعلت تميد ، فخلق الجبال فألقاها عليها ، فاستقرت ، فتعجب الملائكة من خلق الجبال ، فقالت: يا رب هل من خلقك شيء أشد من الجبال؟ قال: نعم ، الحديد ، قالت: يا رب فهل من شيء أشد من الحديد؟ قال: نعم ، النار ، قالت: يا رب ، فهل من خلقك شيء أشد من النار؟ قال: نعم ، الماء ، قالت: يا رب ، فهل من خلقك شيء أشد من الماء؟ قال: نعم ، الريح ، قالت: يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الريح؟ قال: نعم ، ابن آدم ، يتصدق بيمينه ويخفيها من شماله" .

قال قيس بن عباد : إن الله تعالى لما خلق الأرض جعلت تمور ، فقالت الملائكة: ما هذه تمور وما على ظهرها أحد ، فأصبحت الملائكة صبحا وفيها رواسيها لم يدروا من أين خلقت ، قالوا: يا ربنا ، هل من فعلك شيء أشد من هذا؟ قال: نعم الحديد . . .

فذكر نحو ما تقدم إلى أن قالوا: هل من خلقك شيء أشد من الريح؟ قال: نعم الرجل ، قالوا: ربنا فهل من خلقك شيء أشد من الرجل؟ قال: المرأة . [ ص: 138 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية