ومن الأحداث في زمن الخليل عليه السلام نمرود هلاك
قال بعث الله إلى زيد بن أسلم: نمرود ملكا أن آمن بي وأتركك على ملكك .
قال: فهل رب غيري؟ فأتاه الثانية فقال له ذلك فأبى عليه ، ثم أتاه الثالثة ، فقال له ذلك فأبى عليه ، فقال له الملك: اجمع جموعك إلى ثلاثة أيام ، فجمع جموعه ، فأمر الله الملك ففتح عليه بابا من البعوض ، وطلعت الشمس فلم يروها من كثرتها ، فبعثها الله عليهم فأكلت لحومهم ، وشربت دماءهم ، فلم يبق إلا العظام ، والجبار كما هو لم يصبه من ذلك شيء ، فبعث الله عليه بعوضة فدخلت في منخره فمكث أربعمائة سنة يضرب رأسه بالمطارق ، وأرحم الناس به من جمع يديه ثم ضرب بهما رأسه ، فعذبه الله أربعمائة عام كما ملكه ، وأماته الله .
وهو الذي بنى صرحا إلى السماء ، [فأتى الله بنيانه من القواعد ، وهو قول الله]: فأتى الله بنيانهم من القواعد [16: 26] .
[ ص: 282 ]
وقد ذكرنا أن قوما يقولون: نمرود هو الضحاك الذي سبق ذكره ، وليس كذلك؛ لأن نسب نمرود في النبط ، ونسب الضحاك في عجم الفرس .
وذكر قوم أن الضحاك ضم إلى نمرود السواد وما اتصل بها ، وكان عاملا له ، وكانت ولايته بابل من قبل الضحاك ، فلما ملك أفريدون وقهر الضحاك قتل نمرود وشرد النبط . والله أعلم .
ومن الأحداث في زمن الخليل عليه السلام إرسال ابنه إسحاق إلى أرض الشام
وكان إبراهيم بفلسطين وإسماعيل إلى جرهم ولوط إلى سدوم ، ويعقوب إلى أرض كنعان ، فهؤلاء كلهم أرسلوا في زمانه .