إلياس عليه السلام] [ذكر
قال لما قبض الله عز وجل ابن إسحاق: حزقيل عظمت الأحداث في بني إسرائيل فنسوا ما كان الله عهد إليهم حتى نصبوا الأوثان وعبدوها من دون الله ، بعث إليهم إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران .
وقال وهب: إلياس بن العازر بن العيزار بن هارون .
[ ص: 383 ]
وقال الطبري: إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون .
وقال أحمد بن جعفر بن المنادي: إلياس بن يشين بن العازر بن هارون . نقلته من خطه وضبطه . قال: وهو إلياس ، وهو إلياسين ، وهو إدراسين ، وهذا في قراءة ابن مسعود .
وإنما كانت الأنبياء تبعث من بني إسرائيل بعد موسى لتجديد ما نسوا من التوراة ، وقد موسى وعيسى ألف نبي من بني إسرائيل سوى من أرسل من غيرهم ، ولم يكن بينهم فترة . بعث الله بين
وكان بنو إسرائيل قد اتخذوا صنما يسمونه بعلا .
قال نعيم بن أبي: مذ كان رجل من الملوك يغزو فأطال الغيبة مرة عن امرأته فاشتاقت إليه ، فصاغت رجلا من ذهب وفضة ، وألبسته ثياب زوجها وعممته وقلدته السيف وأقعدته على سرير زوجها وحجبته وأقامت عليه الحرس ، ثم جمعت أهل أرضها ، وكانوا يعبدون الأوثان ، فقالت: إن هذه الأوثان التي في أيديكم باطل فاطرحوها ، وإنما إلهكم البعل ، فإذا كشفت لكم عنه فاسجدوا له ، فكشفت لهم عنه فسجدوا وعبدوه ، وكتبت إلى زوجها تخبره بما صنعت .
فكتب إليها: قد أصبت ، ثم قدم فعبد وسجد له ، فبعث الله إليهم إلياس يدعوهم إلى الله سبحانه ، وجعلوا لا يسمعون منه .
قال فأوحى الله إليه: قد جعلنا أمر أرزاقهم بيدك فدعا عليهم أن يمسك عنهم القطر فحبس عنهم ثلاث سنين حتى هلكت المواشي والهوام والشجر . ابن إسحاق:
وكان قد استخفى خوفا على نفسه من أجل دعائه عليهم ، وكان حيث ما كان يوضع له رزقه ، فمنع الرزق ثلاثا فبكى فنودي: أتبكي لجوع ثلاثة أيام وقومك يموتون جوعا فارجع إليهم .
وكانوا إذا وجدوا ريح الخبز في دار قالوا: لقد دخل إلياس هذا المكان فيلقى أهل ذلك المنزل منهم شرا . فآوى ليلة إلى امرأة من بني إسرائيل لها ابن يقال له: اليسع بن [ ص: 384 ] أخطوب ، به ضر ، فآوته وأخفت أمره ، فدعا لابنها فعوفي من الضر ، واتبع إلياس فآمن به وصدقه ولازمه ، فأوحى الله إلى إلياس: إنك قد أهلكت كثيرا من الخلق لم يعص من الدواب والبهائم والطير ، فقال: يا رب دعني أكن أنا الذي أدعو لهم وآتيهم بالفرج لعلهم ينزعون عما هم عليه ، قيل له: نعم .
فجاء إلى بني إسرائيل ، فقال: إنكم قد هلكتم جهدا ، وهلكت البهائم والطير والشجر بخطاياكم ، وإنكم على باطل ، فإن كنتم تحبون أن تعلموا ذلك ، وتعلموا أن الله عليكم ساخط ، وأن الذي أدعوكم إليه الحق ، فاخرجوا بأصنامكم هذه التي تعبدون فإن استجابت لكم فذلك كما تقولون ، وإن لم تفعل علمتم أنكم على باطل فنزعتم ودعوت الله ففرج عنكم ما أنتم فيه من البلاء ، قالوا: أنصفت .
فخرجوا بأوثانهم فدعوها فلم تستجب لهم ، فعرفوا ما هم فيه من الضلالة ، ثم قالوا: ادع لنا ، فدعا لهم بالفرج مما هم فيه وأن يسقوا ، فخرجت سحابة وهم ينظرون ، ثم أرسل الله المطر فأغاثهم ، ففرج عنهم ما كانوا فيه من البلاء ، فلم يرجعوا وأقاموا على أخبث ما كانوا عليه .
فلما رأى ذلك إلياس من كفرهم دعا ربه أن يقبضه إليه فيريحه منهم ، فقيل له: انظر يوم كذا فاخرج فيه إلى بلد كذا فما جاءك من شيء فاركبه ولا تهبه .
فخرج وخرج معه إليسع حتى إذا كان بالبلد الذي ذكر له ، في المكان الذي أمر به أقبل فرس من نار حتى وقف بين يديه ، فوثب عليه فانطلق ، فكساه الله الريش وألبسه النور ، وقطع عنه لذة المطعم والمشرب وطار في الملائكة فكان إنسيا ملكيا سحابيا أرضيا ، وسميت الأرض التي كانوا فيها بعلبك باسم الصنم الذي اسمه البعل .