مخارج الأنهار
قال أبو العالية : بيت المقدس يهبط من السماء ثم يتصرف في الأرض . كل ماء عذب في الأرض من أصل الصخرة التي في
قال : مخرج أبو الحسين بن المنادي نهر بلخ ، واسمه جيحون من جبال التبت ، ثم يمر ببلخ والترمذ وخوارزم حتى يصب في بحر جرجان .
ومخرج مهران ، وهو نهر السند من جبال سندان ثم يمر بالبصرة ، ويصب في بحر الشرقي الكبير بعد أن يحمل منه أنهار بلاد الهند .
ومخرج الفرات من قاليقلا حتى يمر بأرض الروم ويستمد من عيون حتى يخرج على ميلين من ملطية ، ثم يبلغ إلى شمشاط فتحمل من هناك السفن ثم تبلغ إلى الكوفة من فوق دقما وإلى حلة من هناك أيضا وتصب في دجلة .
ومخرج دجلة من جبال آمد ، ثم يستمد من عيون كثيرة من نواحي أرمينية ثم يمر ببلد ومن هناك تحمل السفن وتستمد من الزاب الأعلى والزاب الأسفل ، وتصب في البطائح ، ثم يصب البطائح في البحر الشرقي .
وفي بعض الكتب السالفة أن لسليمان بن داود ، واحتفر هو في الشياطين حفرت دجيل نهر الملك ، فإن الشياطين لما حفرت دجيل ألقت ترابه بين خانقين وقصر شيرين .
ومخرج الراسي نهر أرمينية من قاليقلا ، ومنتهاه بحر جرجان .
ومخرج الزابين من جبال أرمينية ، ثم يصبان في دجلة ، يصب الكبير بالحديثة ، والصغير بالسن . [ ص: 161 ]
ومخرج النهروان من جبال أرمينية ثم يمر بباب الصلولي [ويسمى] هناك تامرا ويستمد من القواضل فإذا مر بباب كسرى سمي النهروان ، ثم يصب في دجلة أسفل جبل .
ومخرج الخابور من رأس عين ، ويستمد من الهرماس ثم يصب في الفرات بقيرقيسيا .
ومخرج نيل مصر من جبال القمر ثم يصب خلف بحرين خلف خط الاستواء ، ويطيف بأرض النوبة ، ويجيء إلى مصر فيصير بعضه بدمياط في البحر الرومي ، ويسقي باقيه القسطنطينية حتى يصب أيضا في البحر الرومي .
ومخرج الهيد ميذ من جبال سجستان ، وله من ورائها مفيض عظيم إلى صراة في فضاء من الأرض وحول ذلك البساتين والمزارع يسير على سمت مستقيم ثم يعوج حتى يحاذي مجاذب تؤديه إلى البحر الشرقي .
ويخرج سيحان نهر أذنه من بلاد الروم ، ثم يمر على موضع من بلاد أرمينية ثم يمتد إلى أذنه ، وهناك يدعى سيحان ، ثم يسير حتى يصب في البحر الشامي .
ومخرج جيحان نهر المصيصة من بلاد الروم على مراحل منها ، ثم يصب في البحر اللبناني ويستمد من وادي الزنج ثم يصب في البحر الشامي .
ومخرج الأرند نهر أنطاكية من أرض دمشق مما يلي طريق البربر ، وهو يجري مع الجنوب ، ولذلك يدعى المقلوب ، ثم يصير في البحر الرومي .
ومخرج نهر دمشق من ذلك الموضع ، ويسقي الغوطة ثم يصب في بحيرة دمشق .
ومخرج قويق نهر حلب من قرية تدعى سبتات على سبعة أميال من دابق ، ثم يمر إلى حلب ثمانية عشر ميلا ، ثم إلى مدينة قنسرين اثني عشر ميلا ، ثم يفيض في الأجمة هذه المشتهرة بالذكر ، وقد تذكر كثيرا مما لم يشتهر ذكره .
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت ، قال: ذكر [ ص: 162 ] بعض من تقدم من العلماء بأخبار الأوائل أن ملك الأردوان وهم النبط كان في السواد ، قبل ملك فارس ، وأن النبط هم الذين استنبطوا الأرض وعمروا السواد ، وحفروا الأنهار العظام ، ويقال لهم ملوك الطوائف ، قال: وحكى ، عن الهيثم بن عدي ، قال: ملك عبد الله بن عياش النبط سواد العراق ألف سنة ، وكان حد ملك النبط الأنبار إلى عانات كسكر إلى ما والاها من كور دجلة إلى جوخي . وكانت سرة الدنيا في أيد النبط ، واعتبر ذلك أن الفرات ودجلة ينصبان من الشام والجزيرة ، ولا ينتفع بهما حتى يأتيا بلادهم ، فيفجرونها في كل موضع ، ثم يسوقون بقيتهما إلى البحر ، وكان ملكهم ألف سنة ، وإنما سموا نبطا ، لأنهم أنبطوا الأرض وحفروا الأنهار العظام ، منها الصراة العظمى .
ونهر آبا ، ونهر سورا ونهر الملك ، وحفروا الصراة العظمى فيروز حشش ، وحفر نهر آبا أبا ابن الصامغان ، وحفر نهر الملك أفقورشة ، وكان آخر ملوك النبط ملك مائتي سنة ، ثم ولي ملك فارس فحفروا أنهار كوثى والصراة الصغرى التي عليها وكل سيب ابن هبيرة بالعراق . ثم حفروا النهروان .
وقال غيره: حفر الصراة العظمى أفريدون ، وحفر أقفور بن بلاش نهر الملك ، وحفر آبا ابن الصمغان نهر الأنبار ، وبنى قناطر هذا النهر قباد بن فيرون ، وحفرت خماني بنت بهمن أردشير تامرا ، وهو القاطول الأول ، وشقت منه أنهارا ، وحفر أردشير دجيل ، وحفر الزاب زو بن الطهماسب ، وحفر براز الروز رجل من فارس اسمه بران ، وحفر الحجاج النيل ، وحفر خالد بن عبد الله القسري نهر الصلح ، ونهر المبارك ، وحفر قاطول الرشيد نهر السلام ، وهو عمود نهرين ، واستخرج منه الخالص .