ذكر أعمال الملائكة
جمهور الملائكة مشغولون بالتعبد ، كما قال الله عز وجل: يسبحون الليل والنهار لا يفترون . فمنهم قيام في التعبد ، ومنهم ركوع ومنهم سجود ، وكل من رتب لعبادة فهو مقيم عليها إلى يوم القيامة .
أخبرنا ، أخبرنا ابن الحصين ، أخبرنا ابن المذهب أحمد بن جعفر ، حدثنا ، قال: حدثني عبد الله بن أحمد أبي ، حدثنا أسود ، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن ، عن مجاهد مورق ، عن ، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أبي ذر
[ ص: 193 ]
ما لا تسمعون ، أطت السماء وحق لها أن تئط فما فيها موضع أربع - يعني أصابع - إلا عليه ملك ساجد ، ومن الملائكة موكل بعمل فمنهم حملة العرش قد وكلوا لحمله ، جبريل هو صاحب الوحي والغلظة ، فهو ينزل بالوحي ويتولى إهلاك المكذبين ، وميكائيل صاحب الرزق والرحمة وإسرافيل صاحب اللوح والصور ، وعزرائيل قابض الأرواح وله أعوان وهؤلاء الأربعة هم المقسمات أمرا . ومنهم كتاب على بني آدم ، وهم المعقبات ملكان في الليل وملكان في النهار" . "إني أرى ما لا ترون وأسمع
أخبرنا ، أخبرنا ابن الحصين ، أخبرنا ابن المذهب أحمد بن جعفر ، حدثنا . قال: حدثني عبد الله بن أحمد أبي ، حدثنا ، حدثنا عبد الرزاق معمر بن همام ، عن ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، أنه قال: أبي هريرة ، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ، ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم ، فيسألهم ، وهو أعلم: كيف تركتم عبادي؟ فقالوا: تركناهم وهم يصلون" والملائكة يتعاقبون فيكم ، ملائكة الليل وملائكة النهار . أخرجاه في الصحيحين . "
روى ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، أبو أمامة أنه كان كاتب الحسنات على يمين الرجل وكاتب السيئات على يساره ، وكاتب الحسنات أمير على كاتب السيئات ، فإذا عمل حسنة كتبها له صاحب اليمين عشرا ، وإذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها ، قال صاحب اليمين : أمسك فيمسك عنه سبع ساعات ، فإن استغفر منها لم تكتب وإن لم يستغفر كتبت عليه سيئة" .
وفي حديث عليه السلام إن مقعد الملكين على الثنيتين . وقال علي الحسن : إن مجلسيهما تحت الشعر على الحنك .
ومن الملائكة من قد وكل بالشمس ومنهم موكل بالقطر ، ، ومنهم موكل بالرياح والأشجار . والرعد صوت ملك يزجر [ ص: 194 ] والسحاب والبرق ضربه إياه بمخاريق
روى ، عن مجاهد ، قال: ليس أحد من خلق الله أكثر من الملائكة ليس من شجرة إلا معها موكل بها . ابن عباس
ومنهم ملكان يقول أحدهما: اللهم أعط منفقا مالا خلفا ، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا . وملكان يقول أحدهما: يا باغي الخير أبشر ، ويقول الآخر: يا باغي الشر أقصر .
ومنهم ملائكة سياحون في الأرض يتبعون مجالس الذكر ، وملائكة يبلغون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أمته السلام . وملائكة موكلون بمكة والمدينة ليمنعوا عنها الدجال إذا خرج .
ومن الملائكة من هو مشغول بغرس شجر الجنة .
قال الحسن : إن أحدهم ليفتر ، فيقال له: ما لك؟ فيقول: فتر صاحبي من العمل .
وكان الحسن يقول: أمدوهم رحمكم الله .
ومنهم موكل بصياغة حلي الجنة .
روى شمر بن عطية ، عن كعب ، قال: إن في الجنة ملكا يصوغ حلية أهل الجنة منذ خلق إلى أن تقوم الساعة ، لو شئت أن أسميه لسميته ، ولو أن قلبا منها خرج لرد شعاع الشمس .
قال مؤلف الكتاب: فلو ذهبنا نكتب كل شيء من هذا طال ذلك .