باب ذكر الجنة 
الجنة والنار مخلوقتان قبل آدم   . قال  عبد الله بن سلام   : والجنة في السماء   . 
ويدل عليه قوله: عند سدرة المنتهى  عندها جنة المأوى    . 
وقال  مجاهد   : وفي السماء رزقكم  ، قال: المطر ، وما توعدون  قال: الجنة   . 
ويدل على أن الجنة قد خلقت قوله تعالى: اسكن أنت وزوجك الجنة   . 
وقد روى  سعيد بن جبير  ، عن  ابن عباس  ، قال: كان عرش الله على الماء  ، ثم اتخذ جنة ، ثم اتخذ دونها أخرى ثم أطبقها بلؤلؤة واحدة ، فقال: ومن دونهما جنتان   . 
أخبرنا عبد الأول  ، أخبرنا  الداودي  ، أخبرنا ابن أعين  ، حدثنا  الفربري  ، حدثنا  البخاري  ، حدثنا روح بن عبد المؤمن  ، حدثنا  يزيد بن زريع  ، حدثنا سعيد  ، عن  قتادة  ، عن  أنس  ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:  "إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها"   .  [ ص: 197 ] 
أخبرنا  ابن الحصين  ، أخبرنا  ابن المذهب  ، أخبرنا أبو بكر بن مالك  ، أخبرنا  عبد الله بن أحمد  ، قال: حدثنا أبي  ، حدثنا عبد الصمد  ، حدثنا أبو قدامة الحارث بن عبيد  ، حدثنا أبو عمران  ، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس  ، عن أبيه  ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، قال:  "جنات الفردوس أربع: ثنتان من ذهب آنيتهما وحليتهما وما فيهما ، وثنتان من فضة آنيتهما وحليتهما وما فيهما ، وليس بين القوم أن ينظروا إلى ربهم -عز وجل- إلى رداء الكبرياء على وجهه -عز وجل- في جنة عدن"  . 
قال أحمد:  وحدثنا أبو النضر  ، حدثنا زهير  ، حدثنا سعد أبو مجاهد  ، حدثنا أبو المدله  أنه سمع  أبا هريرة  يقول: قلنا: يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها  ؟ قال: لبنتها فضة ، وملاطها المسك الأذخر ، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، وترابها الزعفران ، من يدخلها ينعم لا يبؤس ، ويخلد لا يموت ، لا يبلى ثيابه ولا يفنى شبابه"  . 
هذا الحديث حسن ، واللذان قبله في الصحيحين .  [ ص: 198 ] 
				
						
						
