فأما ما يتعلق بشيث
فإنه كان قد ولد له أنوش في زمن أبيه آدم ، وأوصى شيث إلى أنوش بعد موت أبيه بسياسة الملك وتدبير الرعايا على منهاج أبيه من غير تغير ولا تبديل ، وهو وعاش تسعمائة وخمس سنين . أول من غرس النخل وزرع الحب ونطق بالحكمة
وولد لأنوش قينان في زمن آدم أيضا ، وأوصى أنوش إلى قينان .
وولد لقينان مهلائيل في زمن آدم أيضا فوصى قينان إليه ، وكان مهلائيل على منهاج أبيه .
وولد لمهلائيل يرد ، فأوصى إليه ، وقيل إن يرد ولد في زمان آدم أيضا .
وولد ليرد خنوخ ، وهو إدريس النبي -صلى الله عليه وسلم- . [ ص: 231 ]
وهذه الأسماء لا يكاد الرواة يتوافقون عليها ، فإني رأيت ، قد ضبط بخطه أبا الحسن بن المنادي لمك بتسكين الميم ، وحنوح بالحاء غير معجمة .
وقد ذكر قوم أن أوشهنج هو ابن آدم لصلبه ، وأنه ، وقوم يزعمون أنه من ولد أول ملك ملك الأرض نوح ، فقال قوم: أوشهنج ، وهو مهلائيل بن قينان ، وأن أوشهنج كان في زمان آدم رجلا وأنه خلف جده خيومرث ، وملك الأقاليم السبعة ، وكان فاضلا محمودا وهو ، فاتخذ منه الأدوات للصناعات ، واستخرج المعادن ، ورتب الممالك ، وحض الناس على الزراعة ، واتخذ الملابس من جلود السباع ، وأمر بذبح البهائم والأكل من لحومها ، ووضع الحدود في الأحكام ، وكان ملكه أربعين سنة ، وأنه بنى أول من استنبط الحديد في ملكه مدينة الري ، وأنها مدينة جيومرث التي كان يسكنها بذنبا وتدمن طبرستان ، وبنى أول مدينة بنيت بعد مدينة بابل والسوس . بعد في البلاد ، وجلس على السرير ، وأنه نزل الهند وعقد على رأسه تاجا ونفى أهل الفساد والذعار من البلدان إلى البراري وجزائر البحار ، وألجأهم إلى رءوس الجبال ، وقرب أهل الصلاح وانتهى ملكه إلى طهمورث ، وهو من ولده إلا أن بينهما عدة آباء .