ذكر للقمان بن عاد قصة عجيبة
أخبرتنا شهدة بنت أحمد ، قالت: أخبرنا أبو محمد بن السراج ، أخبرنا القاضي أبو عبد الله بن محمد بن سلامة القضاعي ، أخبرنا ، أخبرنا أبو مسلم الكاتب ، حدثنا ابن دريد العكلي ، عن ابن أبي خالد ، عن الهيثم ، عن ، عن مجاهد ، قال: الشعبي
كان لقمان بن عاد عاديا الذي عمر عمر سبعة أنسر مبتلى بالنساء ، فكان يتزوج المرأة فتخونه حتى تزوج جارية صغيرة لم تعرف الرجال ، ثم نقر لها بيتا في صفح جبل ، وجعل له درجة بسلاسل ينزل بها ويصعد ، فإذا خرج رفعت السلاسل ، حتى [ ص: 255 ] عرض لها فتى من العماليق فوقعت في نفسه ، فأتى بني أبيه فقال: والله لأجتنين عليكم حربا لا تقومون بها ، قالوا: وما ذاك؟ قال: امرأة لقمان بن عاد ، هي أحب الناس إلي . قالوا: فكيف نحتال لها ، قال: اجمعوا سيوفكم ثم اجعلوني فيها وشدوها حزمة عظيمة ، ثم ائتوا لقمان فقولوا: إنا أردنا أن نسافر ونحن نستودع سيوفنا حتى نرجع ، وسموا له يوما ، ففعلوا وأقبلوا بالسيوف فدفعوها إلى لقمان ، فوضعها في بيته وخرج لقمان وتحرك الرجل فحلت الجارية عنه ، وكان يأتيها فإذا أحست بلقمان جعلته بين السيوف وحتى انقضت الأيام ، ثم جاءوا إلى لقمان فاسترجعوا سيوفهم فرفع لقمان رأسه بعد ذلك ، فإذا بنخامة يبوس في سقف البيت ، فقال لامرأته: من نخم هذه؟ قالت: أنا ، قال: فتنخمي ، ففعلت فلم تصنع شيئا ، فقال: يا ويلتاه السيوف دهتني ، ثم رمى بها من ذروة الجبل ، فتقطعت قطعا وانحدر مغضبا ، فإذا ابنة له يقال لها "صحر" ، فقالت له: يا أبتاه ما شأنك؟ قال: فأنت أيضا من النساء ، فضرب رأسها بصخرة فقتلها ، فقالت العرب :
"ما أذنبت إلا ذنب صحر " . فصار مثلا .
قال العلماء بالسير: كان هود مائة وخمسين سنة . وقد ذكرنا قصة عمر عاد في تفسير القرآن العزيز مستوفاة فاختصرناها هاهنا .