[ ص: 26 ] والصوم مصدران لـ ( صام ) ، والعرب تسمي كل ممسك صائما ، ومنه الصوم في الكلام ( الصيام إني نذرت للرحمن صوما ) ، أي : سكوتا في الكلام ، وصامت الريح : أمسكت عن الهبوب ، والدابة : أمسكت عن الأكل والجري ، وقال النابغة الذبياني :
خيل صيام وخيل غير صائمة تحت العجاج ، وأخرى تعلك اللجما
أي : ممسكة عن الجري . وتسمى الدابة التي لا تدور : الصائمة ، قال الراجز :
والبكرات شرهن الصائمه
وقالوا : صام النهار : ثبت حره في وقت الظهيرة واشتد ، وقال :
ذمول إذا صام النهار وهجرا
وقال :
حتى إذا صام النهار واعتدل ومال للشمس لعاب فنزل
ومصام النجوم ، إمساكها عن السير ومنه :
كأن الثريا علقت في مصامها
فهذا مدلول الصوم من اللغة . وأما الحقيقة الشرعية فهو : إمساك عن أشياء مخصوصة في وقت مخصوص ويبين في الفقه .
الطاقة ، والطوق : القدرة والاستطاعة ، ويقال : طاق وأطاق كذا ، أي : استطاعه وقدر عليه ، قال أبو ذئب :
فقلت له احمل فوق طوقك إنها مطبعة من يأتها لا يضيرها
الشهر مصدر شهر الشيء يشهره : أظهره ومنه الشهرة ، وبه سمي الشهر ، وهو : المدة الزمانية التي يكون مبدأ الهلال فيها خافيا إلى أن يستسر ، ثم يطلع خافيا . سمي بذلك لشهرته في حاجة الناس إليه في المعاملات وغيرها من أمورهم ، وقال : الشهر الهلال . قال : الزجاج
والشهر مثل قلامة الظفر
سمي بذلك لبيانه ، وقيل : سمي الشهر شهرا باسم الهلال إذا أهل سمي شهرا ، وتقول العرب : رأيت الشهر أي : هلاله . قال ( شعرا ) : ذو الرمة
ترى الشهر قبل الناس وهو نحيل
ويقال : أشهرنا ، أي : أتى علينا شهر ، وقال الفراء : لم أسمع منه فعلا إلا هذا ، وقال الثعلبي : يقال شهر الهلال إذا طلع ، ويجمع الشهر قلة على : أفعل ، وكثرة على : فعول ، وهما مقيسان فيه .
رمضان علم على شهر الصوم ، وهو علم جنس ، ويجمع على : رمضانات وأرمضة ، وعلقة هذا الاسم من مدة كان فيها في الرمضي ، وهو شدة الحر ، كما سمي الشهر ربيعا من مدة الربيع ، وجمادى من مدة الجمود ، ويقال : رمض الصائم يرمض : احترق جوفه من شدة العطش ، ورمضت الفصال : أحرق الرمضاء أخفافها فبركت من شدة الحر ، وانزوت إلى ظل أمهاتها ، ويقال : أرمضته الرمضاء : أحرقته ، وأرمضني الأمر . وقيل : سمي رمضان : لأنه يرمض الذنوب ، أي : يحرقها بالأعمال الصالحة ، وقيل : لأن القلوب تحترق من الموعظة فيه والفكرة في أمر الآخرة ، وقيل : من رمضت النصل : رققته بين حجرين ليرق ، ومنه : نصل رميض ومرموض ، عن . وكانوا يرمضون أسلحتهم في هذا الشهر ليحاربوا بها في شوال قبل دخول الأشهر الحرام ، وكان هذا الشهر في الجاهلية يسمى ناتقا . أنشد ابن السكيت المفضل :
وفي ناتق أجلت لدى حومة الوغى وولت على الأدبار فرسان خثعما
وقال : الرمضان ، مصدر رمض إذا احترق من الرمضاء . انتهى . ويحتاج في تحقيق أنه مصدر إلى صحة نقل : لأن فعلانا ليس مصدر " فعل " اللازم ، بل إن جاء فيه ذلك كان شاذا ، والأولى أن يكون مرتجلا منقولا . الزمخشري
وقيل : هو مشتق من الرمض ، وهو مطر يأتي قبل الخريف يطهر الأرض من الغبار .
القرآن : مصدر قرأ قرآنا . قال حسان - رضي الله عنه :
ضحوا بأشمط عنوان السجود به يقطع الليل تسبيحا وقرآنا
أي : وقراءة ، وأطلق على ما بين الدفتين من كلام الله عز وجل ، وصار علما على ذلك ، وهو من إطلاق المصدر على اسم المفعول في الأصل ، ومعنى قرآن بالهمز : الجمع : لأنه يجمع السور ، كما قيل في القرء وهو [ ص: 27 ] إجماع الدم في الرحم أولا : لأن القارئ يلقيه عند القراءة من قول العرب : ما قرأت هذه الناقة سلا قط أي : ما رمت به ، ومن لم يهمز فالأظهر أن يكون ذلك من باب النقل والحذف ، أو تكون النون أصلية ، من قرنت الشيء إلى الشيء : ضممته : لأن ما فيه من السور والآيات والحروف مقترن بعضها إلى بعض ، أو لأن ما فيه من الحكم والشرائع كذلك ، أو ما فيه من الدلائل ومن القرائن : لأن آياته يصدق بعضها بعضا ، ومن زعم من : قريت الماء في الحوض ، أي : جمعته ، فقوله فاسد لاختلاف المادتين .
السفر : مأخوذ من قولهم : سفرت المرأة إذا ألقت خمارها ، والمصدر السفور . قال الشاعر :
وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت فقد رابني منها الغداة سفورها
وتقول : سفر الرجل ألقى عمامته ، وأسفر الوجه والصبح أضاء . الأزهري : سمي مسافرا لكشف قناع الكن عن وجهه ، وبروزه للأرض الفضاء ، والسفر بسكون الفاء : المسافرون ، وهو اسم جمع كالصحب والركب ، والسفر من الكتب : واحد الأسفار : لأنه يكشف عما تضمنه .
اليسر : السهولة ، ويسر : سهل ، يسر : سهل ، وأيسر : استغنى ، ويسر ، من الميسر ، وهو قمار معروف . وقال علقمة :
لا ييسرون بخيل قد يسرت بها وكل ما يسر الأقوام مغروم
وسميت اليد اليسرى تفاؤلا ، أو لأنه يسهل بها الأمر لمعاونتها اليمنى . العسر : الصعوبة والضيق ، ومنه أعسر إعسارا ، وذو عسرة ، أي : ضيق . الإكمال : الإتمام . والإجابة : قد يراد بها السماع ، وفي الحديث أن أعرابيا قال : يا محمد . قال : قد أجبتك . وقالوا : دعا من لا يجيب ، أي : من لا يسمع ، كما أن السماع قد يراد به الإجابة ، ومنه : سمع الله من حمده . وأنشد حيث قال : ابن الأعرابي
دعوت الله حتى خفت أن لا يكون الله يسمع ما أقول
وجهة المجاز بينهما ظاهرة : لأن الإجابة مترتبة على السماع ، والإجابة : حقيقة إبلاغ السائل ما دعا به ، وأجاب واستجاب بمعنى قطع ، وألفه منقلبة عن واو ، يقال : جاب يجوب : قطع ، فكأن المجيب اقتطع للسائل ما سأل أن يعطاه ، ويقال : أجابت السماء بالمطر ، وأجابت الأرض بالنبات ، كأن كلا منهما سأل صاحبه فأجابه بما سأل .
قال زهير :
وغيث من الوسمي حلو بلاغه أجابت روابيه النجا وهواطله
الرشد : ضد الغي ، يقال : رشد بالفتح ، رشدا ، ورشد بالكسر رشدا ، وأرشدت فلانا : هديته ، وطريق أرشد ، أي : قاصد ، والمراشد : مقاصد الطريق ، وهو لرشدة ، أي : هو لحلال ، وهو خلاف هو لزنية ، وأم راشد : الفأرة ، وبنو رشدان : بطن من العرب ، وبنو راشد قبيلة كبيرة من البربر .
الرفث : مصدر رفث ، ويقال : أرفث تكلم بالفحش . قال العجاج :
ورب أسراب حجيج كظم عن اللغا ورفث التكلم
وقال ، ابن عباس ، وغيرهما : الرفث كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة . وأنشد والزجاج : ابن عباس
وهن يمشين بنا هميسا إن تصدق الطير ننك لميسا
فقيل له : أترفث وأنت محرم ، فقال : إنما الرفث عند النساء ، وفي الحديث : . وقيل : الرفث الجماع ، واستدل على ذلك بقول الشاعر : " من حج هذا البنية فلم يرفث ولم يفسق ، خرج منها كيوم ولدته أمه "
ويرين من أنس الحديث زوانيا ولهن عن رفث الرجال نفار
( وبقول الآخر ) :
فباتوا يرفثون وبات منا رجال في سلاحهم ركوبا
[ ص: 28 ] ( وبقول الآخر ) :
فظلنا هنالك في نعمة وكل اللذاذة غير الرفث
ولا دلالة في ذلك ، إذ يحتمل أن يكون أراد المقدمات : كالقبلة والنظرة والملاعبة .
اختان : من الخيانة ، يقال : خان خونا وخيانة ، إذا لم يف ، وذلك ضد الأمانة ، وتخونت الشيء : نقصته ، ومنه الخيانة ، وهو ينقص المؤتمن . وقال زهير :
بآرزة الفقارة لم يخنها قطاف في الركاب ولا خلاء
وتخونه وتخوله : تعهده .
الخيط : معروف ، ويجمع على فعول وهو فيه مقيس ، أعني في " فعل " الاسم ، اليائي العين نحو : بيت وبيوت ، وجيب وجيوب ، وغيب وغيوب ، وعين وعيون ، والخيط ، بكسر الخاء : الجماعة من النعام ، قال الشاعر :
فقال ألا هذا صوار وعانة وخيط نعام يرتعي متفرق
البياض والسواد لونان معروفان ، يقال منهما : بيض وسود ، فهو أبيض وأسود ، ولم يعل العين بالنقل والقلب : لأنها في معنى ما يصح وهما : أبيض وأسود . العكوف : الإقامة ، عكف بالمكان : أقام به ، قال تعالى : ( يعكفون على أصنام لهم ) ، وقال يصف الجفان : الفرزدق
ترى حولهن المعتفين كأنهم على صنم في الجاهلية عكف
( وقال الطرماح ) :
باتت بنات الليل حولي عكفا عكوف البواكي بينهن صريع
وفي الشرع عبارة عن عكوف مخصوص ، وقد بين في كتب الفقه . الحد ، قال الليث : حد الشيء : منتهاه ومنقطعه ، والمراد بحدود الله مقدراته بمقادير مخصوصة وصفات مخصوصة .
الإدلاء : الإرسال للدلو ، اشتق منه فعل ، فقالوا : أدلى دلوه ، أي : أرسلها ليملأها ، وقيل : أدلى فلان بماله إلى الحاكم : رفعه . قال :
وقد جعلت إذا ما حاجة عرضت بباب دارك أدلوها بأقوام
ويقال : أدلى فلان بحجته : قام بها ، وتدلى من كذا أي : هبط . قال :
كتيس الظباء الأعفر ، انضرجت له عقاب ، تدلت من شماريخ ثهلان