وتضمنت هذه الآية الكريمة صفات الذات ، منها : الوحدانية ، بقوله : ( لا إله إلا هو ) والحياة الدالة على البقاء بقوله : ( الحي ) والقدرة بقوله : ( القيوم ) واستطرد من القيومية لانتفاء ما يئول إلى العجز ، وهو ما يعرض للقادر غيره تعالى من الغفلة والآفات ، فينتفي عنه وصفه بالقدرة إذ ذاك ، واستطرد من القيومية الدالة على القدرة إلى ملكه وقهره وغلبته لما في السماوات والأرض ، إذ الملك آثار القدرة ، إذ للمالك التصرف في المملوك . والإرادة ، بقوله : ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) فهذا دال على الاختيار والإرادة . والعلم بقوله : ( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ) ثم سلب عنهم العلم إلا أن أعلمهم هو تعالى ، فلما تكملت صفات الذات العلا ، واندرج معها شيء من صفات الفعل وانتفى عنه تعالى أن يكون محلا للحوادث ، ختم ذلك بكونه : العلي القدر العظيم الشأن .