بني أسد هل تعلمون بلاءنا إذا كان يوم ذو كواكب مظلم
أربعة أقوال ، رابعها قاله الليث . ( من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم ) مفعول ( يشأ ) محذوف ، تقديره : من يشأ الله إضلاله ( يضلله ) ، ومن يشأ هدايته ( يجعله ) . ولا يجوز في ( من ) فيهما أن يكون مفعولا بـ ( يشأ ) ; للتعاند الحاصل بين المشيئتين ، فإن قلت ، يكون مفعولا بـ ( يشأ ) على حذف مضاف [ ص: 123 ] تقديره : إضلال من يشاء الله ، وهداية من يشاء الله ، فحذف وأقيم ( من ) مقامه ، ودل فعل الجواب على هذا المفعول ، فالجواب : أن ذلك لا يجوز ، لأن أبا الحسن الأخفش حكى عن العرب; أن اسم الشرط غير الظرف ، والمضاف إلى اسم الشرط لا بد أن يكون في الجواب ضمير يعود على اسم الشرط ، أو المضاف إليه . والضمير في ( يضلله ) إما أن يكون عائدا على إضلال المحذوف ، أو على ( من ) ، لا جائز أن يعود على إضلال ، فيكون كقوله : ( يغشاه موج من فوقه ) ، إذ الهاء تعود على ( ذي ) المحذوفة من قوله : أو كظلمات ، إذ التقدير : أو كذي ظلمات; لأنه يصير التقدير : إضلال من يشأ الله يضلله أي يضلل الإضلال ، وهذا لا يصح ، ولا جائز أن يعود على ( من ) الشرطية; لأنه إذ ذاك تخلو الجملة الجزائية من ضمير يعود على المضاف إلى اسم الشرط ، وذلك لا يجوز . فإن قلت : يكون التقدير : من يشأ الله بالإضلال ، فيكون على هذا مفعولا مقدما; لأن شاء بمعنى أراد ، ويقال أراده الله بكذا; قال الشاعر :أرادت عرارا بالهوان ومن يرد عرارا لعمري بالهوان فقد ظلم