( ولكل درجات مما عملوا    ) أي : ولكل من المكلفين مؤمنهم وكافرهم درجات متفاوتة من جزاء أعمالهم وتفاوتها بنسبة بعضهم إلى بعض ، أو بنسبة عمل كل عامل ، فيكون هو في درجة فيترقى إلى أخرى كاملة ثم إلى أكمل ، والظاهر اندراج الجن في العموم في الجزاء كما اندرجوا في التكليف وفي إرسال الرسل إليهم . قال الضحاك    : مؤمنو الجن في الجنة كمؤمني الإنس . وقيل : لا يدخلون الجنة ولا النار ، يقال لهم كونوا ترابا فيصيرون ترابا كالبهائم . وقال  ابن عباس    : جزاء مؤمني الجن إجارتهم من النار . وقال أبو حنيفة    : ليس للجن ثواب لأن   [ ص: 225 ] الثواب فضل من الله ، فلا يقال به لهم إلا ببيان من الله ، ولم يذكر الله في حقهم إلا عقوبة عاصيهم لا ثواب طائعهم ، وخالفه صاحباه أبو يوسف  ومحمد  ، فقالا : لهم ثواب على الطاعات وعقاب على المعاصي ، ودليلهما عموم الكتاب والسنة . وقيل : ولكل من المؤمنين خاصة . وقال الماتريدي    : ولكل من الكفار خاصة ( درجات    ) دركات ، ومراتب من العقاب مما عملوا من الكفر والمعاصي ; لأنه جاء عقيب خطاب الكفار فيكون راجعا عليهم . 
( وما ربك بغافل عما يعملون    ) أي : ليس بساه بخفي عليه مقادير الأعمال وما يترتب عليها من الأجور ، وفي ذلك تهديد ووعيد . وقرأ ابن عامر    : تعملون بالتاء على الخطاب . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					