( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) : الظاهر أن الصلاة هي التي فرضت عليه . وقيل : صلاة الليل . وقيل : صلاة العيد لمناسبة النسك . وقيل : الدعاء والتذلل والنسك يطلق على الصلاة أيضا وعلى العبادة وعلى الذبيحة ، وأما في الآية فقال ، ابن عباس وابن جبير ومجاهد ، وابن قتيبة : هي الذبائح التي تذبح لله ، وجمع بينهما ، كما قال : فصل لربك وانحر . ويؤيد ذلك أنها نازلة قد تقدم ذكرها ، والجدال فيها في السورة . وقال الحسن : الدين والمذهب . وقيل : العبادة الخالصة . ومعنى : ( ومحياي ومماتي لله ) أنه لا يملكهما إلا الله ، أو حياتي لطاعته ومماتي رجوعي إلى جزائه ، أو ما آتيه في حياتي من العمل الصالح وما أموت عليه من الإيمان لله ، ثلاثة أقوال . وقال أبو عبد الله الرازي : معنى كونهما لله لخلق الله ، وهذا يدل على أن طاعة العبد مخلوقة لله . انتهى . وقال ابن عطية : أمره تعالى أن يعلن أن مقصده في صلاته وطاعاته من ذبيحة وغيرها وتصرفه مدة حياته وحاله من الإخلاص والإيمان عند مماته إنما هو لله عز وجل ، وإرادة وجهه وطلبه رضاه ، وفي إعلان النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه المقالة ما يلزم المؤمنين التأسي به حتى يلزموا في جميع أعمالهم قصد وجهه عز وجل وله تصرفه في جميع ذلك كيف شاء . وقرأ الحسن ، وأبو حيوة ( ونسكي ) بإسكان السين ، وما روي عن نافع من سكون ياء المتكلم في ( محياي ) هو جمع بين ساكنين أجري الوصل فيه مجرى الوقف ، والأحسن في العربية الفتح . قال أبو علي : هي شاذة في القياس لأنها جمعت بين ساكنين ، وشاذة في الاستعمال ، ووجهها أنه قد سمع من العرب التقت حلقتا البطان ، ولفلان بيتا المال ، وروى أبو خالد عن نافع ( ومحياي ) بكسر الياء . وقرأ ابن أبي إسحاق وعيسى والجحدري ومحيي على لغة هذيل ، كقول أبي ذؤيب .
سبقوا هوي . وقرأ عيسى بن عمر ( صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي ) بفتح الياء ، وروي ذلك عن عاصم من سكون ياء المتكلم .