أفعنك لا برق كأن وميضه غاب يقسمه ضرام مثقب
وقول الآخر :
أبى جوده لا البخل واستعجلت به نعم من فتى لا يمنع الجوع قاتله
وأقول : لا حجة في البيت الأول إذ يحتمل أن لا تكون فيه " لا " زائدة لاحتمال أن تكون عاطفة وحذف المعطوف ، والتقدير : أفعنك لا عن غيرك ، وأما البيت الثاني فقال : لا مفعولة والبخل بدل منها ، وقال الزجاج : الرواية فيه لا البخل بخفض اللام جعلها مضافة إلى البخل ؛ لأن " لا " قد ينطق بها ولا تكون للبخل . انتهى . وقد خرجته أنا تخريجا آخر وهو أن ينتصب البخل على أنه مفعول من أجله و " لا " مفعولة ، وقال قوم : لا في أن لا تسجد ليست زائدة واختلفوا ، فقيل يقدر محذوف يصح معه المعنى وهو ما منعك فأحوجك أن لا تسجد ، وقيل يحمل قوله ما منعك معنى يصح معه النفي ، فقيل معنى ما منعك من أمرك ومن قال لك أن لا تسجد . أبو عمرو بن العلاء