الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ) . أراهم الله السبيلين فرأوهما فآثروا الغي على الرشد كقوله : ( فاستحبوا العمى على الهدى ) . وقرأ الأخوان ( الرشد ) وباقي السبعة ( الرشد ) ، وعن ابن عامر في رواية إتباع الشين ضمة الراء ، وأبو عبد الرحمن : الرشاد وهي مصادر كالسقم والسقم والسقام ، وقال أبو عمرو بن العلاء : الرشد : الصلاح في النظر وبفتحهما الدين ، وقرأ ابن أبي عبلة : لا يتخذوها ويتخذوها على تأنيث السبيل ، والسبيل تذكر وتؤنث ، قال تعالى : ( قل هذه سبيلي ) ولما نفى عنهم الإيمان وهو من أفعال القلب استعار للرشد والغي سبيلين فذكر أنهم تاركو سبيل الرشد سالكو سبيل الغي ، وناسب تقديم جملة الشرط المتضمنة سبيل الرشد على مقابلتها ؛ لأنها قبلها .

( وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ) فذكر موجب الإيمان وهو الآيات وترتب نقيضه عليه وأتبع ذلك بموجب الرشد وترتب نقيضه عليه ، ثم جاءت الجملة بعدها مصرحة بسلوكهم سبيل الغي ومؤكدة لمفهوم الجملة الشرطية قبلها ؛ لأنه يلزم من ترك سبيل الرشد سلوك سبيل الغي ؛ لأنهما إما هدى أو ضلال ، فهما نقيضان إذا انتفى أحدهما ثبت الآخر .

التالي السابق


الخدمات العلمية