فصل : فأما فكان المغصوب يساوي ألفا لزيادة السوق فيرده وهو يساوي مائة لنقص السوق فهذا النقص غير مضمون على الغاصب وقال نقص الثمن أبو ثور هو مضمون عليه استدلالا بأمرين : [ ص: 159 ] أحدهما : أنه نقص يضمنه الغاصب مع تلف العين فوجب أن يضمنه مع بقائها قياسا على نقص البدن .
والثاني : أنه عدوان يضمن به نقص البدن فوجب أن يضمن به نقص الثمن قياسا على تلف العين .
ودليلنا أنه مغصوب لمن ينقص في بدنه فوجب أن يبرأ الغاصب برد عينه قياسا على ما لم ينقص من ثمنه ولأن رد المغصوب بعينه أخص ببراءة الذمة في رد مثله ثم ثبت أنه لو لم يلزمه رد مثله أن يضمن نقص ثمنه فأولى إذا رده بعينه أن لا يضمن نقص ثمنه فأما جمعه بين غصب ذا مثل فاستهلك ثم رد مثله وأرخص ثمنا لنقص سوقه وبين نقصها مع تلف العين فالفرق بينهما أن نقص السوق مع بقاء العين غير مستهلك ، ولا فائت لجواز عوده فلم يضمنه وهو مع تلف العين مستهلك فائت فضمنه فأما جمعه بين نقص السوق ، والبدن فالفرق بينهما من وجهين ذكرناهما مع نقص السوق مع بقاء العين أبي حنيفة :
أحدهما : ثبوت يده على زيادة البدن فضمنها بالنقص وارتفاع يده عن زيادة السوق فلم يضمنها بالنقص .
والثاني : أن نقص البدن عيب يمنع المشتري من الرد .