مسألة : قال  الشافعي      : " ويقسم للعامل بمعنى الكفاية وابن السبيل بمعنى البلاغ ، لأني لو أعطيت العامل وابن السبيل والغازي بالاسم لم يسقط عن العامل اسم العامل ما لم يعزل ولا عن ابن السبيل اسم ابن السبيل ما دام مجتازا أو يريد الاجتياز ، ولا عن الغازي ما كان على الشخوص للغزو " .  
قال  الماوردي      : وإنما قصد  الشافعي   بذلك تمييز أهل السهمان وأنهم صنفان :  
أحدهما : ما يعطى بالاسم حتى يزول عنه .  
والثاني : من يعطى لمعنى يقترن بالاسم لا يراعى زواله عنه ، فأما المعطون بالاسم حتى يزول عنهم فأربعة أصناف :  
الفقراء يعطون حتى يستغنوا فيزول عنهم اسم الفقر   والمساكين يعطون حتى يستغنوا فيزول عنهم اسم المسكنة ،   والمكاتبون يعطون حتى يعتقوا فيزول عنهم اسم الكتابة ،   والغارمون يعطون حتى يقضوا ديونهم فيزول عنهم اسم الغرم ،   فأما  المعطون لمعنى يقترن بالاسم ولا يراعى زوال الاسم عنه   فأربعة أصناف :  
العاملون يعطون أجورهم وإن سموا بعد الأخذ عمالا .  
والمؤلفة قلوبهم يعطون وإن سموا بعد الأخذ مؤلفة .  
 [ ص: 527 ] والغزاة يعطون وإن سموا بعد الأخذ غزاة ، وبنو السبيل يعطون وإن سموا بعد الأخذ بني السبيل ، ولا يراعى فيهم زوال الاسم عنهم كما يراعى فيمن تقدمهم .  
				
						
						
