فصل : وأما النوع الثالث من الحيوان ، وهو فينقسم ثلاثة أقسام : ما يجمع في عيشه بين البر والبحر
[ ص: 63 ] أحدها : ما يكون مستقره في البر ، ومرعاه من البحر مثل : طير الماء فهذا من حيوان البر ويجري عليه حكمه .
والقسم الثاني : ما يكون مستقره في البحر ومرعاه في البر كالسلحفاة فهذا من حيوان البحر ، ويجري عليه حكمه .
والقسم الثالث : ما يستقر في البر والبحر ويرعى في البر والبحر ، فيراعى أغلب حاليه .
فإن كان أغلبهما البر في مستقره ومرعاه أجري عليه حكم الحيوان البري ، وإن كان أغلبها البحر في مستقره ومرعاه أجري عليه حكم حيوان البحر ، وإن استوى فيه الأمران ، ولم يغلب أحدهما على الآخر ، ففيه وجهان :
أحدهما : أنه يجري عليه حكم حيوان البر تغليبا للحظر : لأنه مستغن عن البحر .
والوجه الثاني : أنه يجري عليه حكم حيوان البحر تغليبا للإباحة : لأنه مستغن عن البر .