الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين . [ ص: 164 ]

[19] روي عن النعمان بن بشير قال: "كنت عند منبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال رجل: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد أن أسقي الحاج، وقال آخر: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد أن أعمر المسجد الحرام، فقال آخر: الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم، فزجرهم عمر وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو يوم الجمعة، ولكن إذا صليت فاستفتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما اختلفتم فيه، ففعل، فأنزل الله -عز وجل-:

أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام
والسقاية والعمارة: مصدرا سقى وعمر. وروي عن أبي جعفر أنه قرأ: (سقاة) بضم السين وحذف الياء بعد الألف (وعمرة) بفتح العين وحذف الألف على جمع ساقي والعامر، تقديره: أجعلتم أصحاب سقاية الحاج، وأصحاب عمارة المسجد.

كمن آمن كإيمان من آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله المعنى: إنكار أن يشبه المشركين وأعمالهم المحبطة بالمؤمنين وأعمالهم المثبتة، ثم قرر ذلك بقوله:

لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين تنبيه على أن التسوية بينهم ظلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية